تحيا الحروف في قصيدة // بقلم إبراهيم محمود طيطي

 🌹 تحيا الحروف في قصيدة

سَأَسْلُكُ دَرْبَ العِشْقِ،

فَوْقَ أَمْوَاجِ البِحَارِ،

فَوْقَ طَيْرٍ قَدْ طَارَ.


أُطَارِدُ قَوَافِي بُحُورِكَ،

أَعْتَلِي سَحَابَةً،

أُغَازِلُ غَيْمَةً هَارِبَةً،

أُدَاعِبُ ظِلَالَ شَمْسِكَ تَارَةً،

وَتَارَةً أُغَازِلُ القَمَرَ

الَّذِي يُشْبِهُكَ،

لِتَغَارَ النُّجُومُ مِنْكَ خَجَلًا.


أَراقُصُ الخَرِيفَ، وَتَتَسَاقَطُ أَوْرَاقُهُ الذَّهَبِيَّةُ،

أَنْسُجُ لَكَ سِلْسِلَةً ذَهَبِيَّةً تُعَانِقُ عُنُقَكَ البَرَّاقَ.

بِتُّ أَجْمَعُ أَشْلَاءَ الفَرَحِ،

ثُمَّ رَحَلَتْ قُبَلَاتُنَا، وَغَمَرَهَا النِّسْيَانُ وَجَعًا.


سَأَسْلُكُ دَرْبَ العِشْقِ،

وَأَخْتَزِلُهَا فِي صَبَاحَاتِي وَمَسَاءَاتِي.

صَوْتُكَ المَبْحُوحُ يُلَاحِقُنِي،

يُنَاوِرُنِي، يُعَاتِبُنِي، يُعَانِقُنِي.


حَتَّى ابْتِسَامَتُكَ الفَيْرُوزِيَّةُ

تَسَلَّلَتْ إِلَى أَحْضَانِي لِتَسْتَكِينَ،

أُدَاعِبُهَا لِتَغْفُو بَيْنَ ضُلُوعِي وَجَسَدِي المُنْهَكِ.

أَكْتُمُ بِصَمْتٍ أَنْفَاسِي،

أُصَافِحُ آهَاتِي وَأَعْفُو عَنِ الألَمِ.


أَوْقَعَتِ النُّجُومُ حُرُوفَ قَصِيدَتِي،

جَاءَتْنِي بَاكِيَةً مُنْكَسِرَةً،

اسْتَفَاقَتْ وَالحُلْمُ يُرَافِقُهَا،

وَأَسْرَابٌ مِنَ الطُّيُورِ تَتَرَاقَصُ فَرَحًا،

وَشَدَا الحَنُّونُ أَجْمَلَ أَلْحَانِي.


هَرْوَلَتْ وَالسُّكُونُ كَوْكَبُهَا،

أَهْدَتْنِي ابْتِسَامَاتٍ مَثْقُوبَةً،

وَعِنَاقًا فِي مُنْتَصَفِ القُبَلَاتِ،

صَاخِبَةً كَمَوْجِ البَحْرِ.


وَتَحْيَا الحُرُوفُ،

وَتُولَدُ فِي قَصِيدَتِي،

أَوَّلُهَا عِشْقٌ،

وَآخِرُهَا حَرْفٌ يَخْتَصِرُ القَصِيدَةَ.


________

بقلمي/ إبراهيم محمود طيطي 

الأردن/إربد 

-


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هرمنا يا رفيقي // بقلم علي السعيدي

لـــو // بقلم الشاعر عادل عثمان الحجار

بعض أسماء وصفات النساء عند العرب // بقلم محمد جعيجع