الاستقلالِ المفقود // بقلم ناصر صالح أبو عمر

 الاستقلالِ المفقود


بأيِّ حالٍ نُنادي المجدَ والدربُ غدا وَهْنًا وساد؟

وكيف يشرقُ فجرُ النصرِ والقلوبُ تفرَّقَتْ في كلِّ واد؟

نرفعُ الأعلامَ فوقَ رؤوسِنا… وخلفَها جرحٌ عميقٌ يُخفي ألفَ سواد.

وتتنافرُ الأيدي في الخفاءِ… كأنّ البُغضَ صارَ ميراثَ الآباءِ والأجداد.

يا قومُ… هل يُولَدُ استقلالٌ من أمّةٍ جعلت اختلافَ الرأي سيفَ عناد؟

وهل تُفتحُ أبوابُ العلا لقلوبٍ هجرت نورَ الدينِ واتجهت إلى دربِ الفساد؟

ضاعَ نهجُ الوحدةِ فينا… فصارَ الليلُ يبتلعُ النهارَ ويُغلقُ كلَّ بابٍ للرشاد.

وصرنا نشكو الأسى… وكلُّ شكوانا منّا ونحنُ صناعُ هذا الابتعاد.

انظروا إلى غزّةَ حُرّةً رغم الخيامِ تُصارعُ البردَ والريحَ والجياد.

حين أمطرتْ… ذهبتْ خيامُهمُ رمالًا، لكنّ أرواحَهم بقيتْ فوقَ العناد.

هُم في الطينِ يبنون الكرامة… ونحنُ في السعةِ نغزلُ الأعذارَ ونُحكمُ الانقياد.

هُم في أعماقِ الليلِ يولدُ منهم فجرٌ جديدٌ لا يعرفُ الانكساد.

يا قومُ… لن يأتي الاستقلالُ قبلَ أن تعودَ اليدُ إلى يدٍ، والقلبُ إلى قلبٍ، ويصمتُ صوتُ العناد.

فإذا التفّ الصفُّ صفًّا واحدًا… عاد المجدُ، وعاد النصرُ، وعادَ الوطنُ الموعودُ بالازدهاد.


بقلم: ناصر صالح أبو عمر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هرمنا يا رفيقي // بقلم علي السعيدي

لـــو // بقلم الشاعر عادل عثمان الحجار

بعض أسماء وصفات النساء عند العرب // بقلم محمد جعيجع