غُربالُ الحيــاة // بقلم ناصر صالح أبو عمر

.......... ....غُربالُ الحيــاة..... ....


 تَدورُ رَحى الأقدارِ في غُربالِها فتُبدي القُلوب وتَستبيحَ وِشاحا

 فَيَسقُطُ مَن ضاعَت خُطاهُ بظُلمِهِ ويَسمُو نَقِيٌّ طاهِرٌ لم يُلاحا


 تُميِّزُ مِيزانَ الوجودِ نُفوسَنا فَيَنجُو تَقِيٌّ صادِقٌ إن سَماحا

 وَيَهوِي الذي خَانَ الحقيقةَ قلبُهُ كَما تَتلاَشى نُطفةٌ إنْ تَجَاهَا


 تُجري ساقُ البَلايا في غِلافِ حِكايَةٍ تُريكَ الحَياةَ وَجوهَا والأشاحا

 فَغزَّةُ تُغرِبِلُنا كَسَنابِلٍ تُميِّزُ صافيها ومَن قَدْ جناها


 تُريكَ العملَ إذا اهتزَّ صَبرُها من استَمسَكَ الإيمانَ ومَن أباحا

 فَمَن كانَ نُورًا نُورُ جَمالِهِ ومَن كان ظِلًّا ضاعَ فيهِ وَتَاها


 تُقَلِّبُنا الأيّامُ في مِحْكِ نَفْسِها لِتُظهِرَ مكنونَ القَلوبِ وراحا

 فيَبقَى الوجيهُ بِصدقِهِ مُتَبَسمًا ويَشرمىُ الذي لم تَصاحَا


 هُنا تُزهِرُ الأرواحُ في صَفْوِ معدنٍ إذا مَسَّها لَهَبُ الصِّراعِ نماها

 وَيَبقى على الغُربالِ مَن كان نُورُهُ يُضيءُ دُروبَ الحقِّ دونَ انْتِماحا


 تَطولُ المَسافةُ بينَ زيفٍ وسادِقٍ كَبَونٍ يفُصُّ الموج حين انجماها

 وَيُكشَفُ ما أخفاهُ صَمُتُ مُداهِمٍ بِنُورٍ يُعَرِّي السِّرَّ بعيدًا عن البَراحا


 فسُبحان مَن غَرْبَلَ الخَلقَ عَدلَهُ وَفَرَّقَ بالميزانِ صَفْوًا وَرَاها

 يُقَلِّبُنا رَبٌّ حَكيمٌ بلُطِهِ فَيُبدِي الجَميلَ ويَستُرُ القَبَاها


 ✍️ بقلم ناصر صالح أبو عمر

التاريخ 12/10/2025

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هرمنا يا رفيقي // بقلم علي السعيدي

لـــو // بقلم الشاعر عادل عثمان الحجار

بعض أسماء وصفات النساء عند العرب // بقلم محمد جعيجع