إشراقة شمس 87 ( موقف لا أحسد عليه ) // بقلم يحيى محمد سمونة
موقف لا أحسد عليه
كان وقوفي أمام قائد الكتيبة وهو يستوضح مني مبررات عدم امتثالي لنظام المؤسسة العسكرية القاضي ب لزوم حلق اللحية، كان وقوفي ذاك تحكمه اعتبارات عديدة جدا
فالدولة السورية آنذاك/1979/ كانت مشحونة إلى حد الثمالة و قابلة للانهيار في أية لحظة
كان خلاف الدولة آنذاك مع طليعة الإخوان قد أخذ منحى لا يستهان به، إذ كلاهما ذهب إلى التصعيد بما ينذر بخطر قادم
من هنا كان وقوفي أمام قائد الكتيبة يحمل دلالات عديدة و كثيرة، أهمها استعراض القوة بيننا
فأنا من مدينة حلب و لحيتي تمثل رمزا و ذلك يعني بحسب ظنهم الخائب أنني أمثل جهة ذات شوكة [ غير أنه ما من ممسك يجعلني في محل اتهام ]
و كانت حادثة المدفعية بحلب في ذلك التاريخ هي الحد الفاصل عند الدولة ما بين كتمانها و إعلانها وجود نزاع متجذر مع طليعة الإخوان
و إذن وقفت أمام الرائد وفي ظنه أنني أمثل جهة ذات شوكة، و لذا فهو مطالب بأن يكون معي على حذر شديد، فالوضع الحالي لا يحتمل أدنى تأزيم فوق ما هو عليه
و كما عرفتم في ورقة سابقة فإن الرائد سألني عن لحيتي و قلت له بأنها سنة عن النبي الكريم، لكنه أراد أن يستوضح مني معنى كلمة سنة
و كانت إجابتي له صادمة بحيث جعلته يخرج عن هدوئه المصطنع، و هب واقفا و جعل يلف و يدور حولي و أنا في حالة ذهول بحكم أنني لم أكن أعرف أن إجابتي ستترك ذلك الأثر الصادم
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا
إشراقة شمس 87
تعليقات
إرسال تعليق