عَرَفَاتُ يا نُقطةَ الأغفارِ // بقلم: ناصر صالح أبو عمر

 عَرَفَاتُ يا نُقطةَ الأغفارِ

جاؤوكَ يا ربّاهُ كالغُيماتِ

يبكونَ في صمتِ المدى والصّـاتِ

جاؤوكَ أرواحًا، قلوبًا أُنهِكَت

فاسكبْ عليهم رحمةَ النسماتِ

جاؤوكَ شُعثًا، باكياتٍ أنفسٌ

ترجو نداكَ بأصدقِ اللحَنـاتِ

في يومِ عَرَفَةَ تُحلُّ عُقودُهُم

ويفيضُ حُبُّكَ سيّدَ السَّكَراتِ

يا ربُّ: هذي الأرضُ تعرفُ دمعَهم

والغيمُ ساجدُ جفنِهِ الآهاتِ

قالَ الإلهُ لمَن يُطيلُ وقوفَهُمْ:

انظرْ لعبادي أهلِ ذا الهمّاتِ

أتَونيَ الغُبرَ المُحبَّةَ قَلبُهُم

فغفرتُهمْ من دونِ أيّ شُهَـاداتِ

وغسلتُهمْ من كلِّ ذنبٍ كانَ في

دربِ الخطايا، مُنتهى الظُلمـاتِ

عادوا كمولودٍ بنورِ براءةٍ

طُهْرُ السما يُهديهمُ الآياتِ

عَرَفَاتُ تشهدُ أنَّهم في رَحمةٍ

سُقْيا الدعاءِ ونفحةِ الركعاتِ

والكونُ يصمتُ كلّما نادوا: "عفوًا

يا ربَّنا يا واسعَ الرحماتِ"

من قالَ أنّ العبدَ يُقصى؟! إنّهُ

في حضرةِ العَفوِ، أكرمُ الثابتاتِ

فاكتبْ لنا عِتقَ الفؤادِ بجُودِكم

واختمْ لنا بالحُسنِ في الخاتمـاتِ

وافتحْ لنا بابَ القُبولِ ونوّرِ

دربَ الرجاءِ بأجملِ السُجُداتِ

بقلم: ناصر صالح أبو عمر