الكذب والتجمل // بقلم د . علوي القاضي
«®» خواطر طبية «®»
( الكذب والتجمل ) [10]
من مذكراتي : د / علوي القاضي.
... مهنة الطب بين الدثور والنشور
... في (العالم الواقعي) ألاحظ على بعض لافتات الزملاء ، كتابة درجة علمية ، لم يحصل عليها الزميل ، وفي (العالم الإفتراضي) بعض الأصدقاء يضيفون لقب دكتور لأسماءهم دون سند علمي
... إذن ما الداعى وراء كتابة درجة علمية لم تحصل عليها أيها الطبيب فى اللافتات وأنت أيها الصديق في العالم الإفتراضي ، مع العلم بأنك لم تسجل بتلك الدرجة العلمية ، هل تكتب ذلك من أجل أن تشتهر بين آحاد الناس (العامة وقليلى الثقافة) ، بل يعد ذلك أخلاقيا من المخادعة والكذب لإكتساب المال أوالسمعة أوالجاه ، فهذا ليس من الأخلاقيات العامة وبالذات أخلاقيات مهنة الطب ، ويعد هذا من الأسباب التى تؤدى إلى دثور المهنة
... لذلك فمن حق كل مريض التأكد من بيانات الطبيب ودرجته العلمية من خلال موقع نقابة الأطباء لكشف زيفه وتزويره من عدمه
... أتذكر ونحن طلبة بكلية الطب منذ قرابة الخمسين عاما أضافوا لنا مادة جديدة إسمها (medical ethics) يعني (أخلاقيات المهنة) ، علي نظامنا القديم كانت جزء لايتجاوز عشرة صفحات في كتاب (الطب الشرعي) ، ولكننا لم نكن في حاجة إليه لأننا تربينا عليها في بيوت ٱباءنا وأجدادنا وعلى أيديهم
... من اخلاقيات مهنة الطب ، كلنا نعرف إن (VIP) ، هي اختصار لـ
(Very important person)
... لكن ليها اختصار تاني جميل جدا في (مجال الطب)
(Very in need person)
... وبهذا المعني يستخدمها الطبيب في أوراق الأشعة والتحاليل للمريض الفقير ، حتى يتم مساعدته وتقليل التكاليف
... من أخلاقيات عمل الطبيب ، عدم الإدلاء بتشخيصات أو وصفات طبية عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، حتى وإن كانت بسيطة أو تافهة ، وهو أمر يعاقب عليه الطبيب قانونا ، لكن معظم الناس بستسهلون الموضوع و كانه لا مضرة فيه
... عصرنا يتميز بالسرعة وسهولة الوصول للمعلومات ، ذلك الأمر الذي جعل جيل الشباب يفضل الإنترنت على زيارة الطبيب ، وذلك لأن الإنترنت ومواقع التواصل توفر للشباب الخصوصية ، حيث يمكنهم توجيه أسئلة لأشخاص لا يعرفونهم ولا يرونهم ، لذلك فهناك خلط لدى الجيل الجديد بين العالم الإفتراضي والواقعي ، وهي مسألة خطيرة عندما نتحدث عن مشاكل طبية ، لأن مع فضاء الإنترنت الواسع يمكن لأي شخص أن ينشر معلومات طبيبة قد لا تكون صحيحة ولا رقيب ولا حسيب ، فلا غنى عن التشخيص السريري ، والخضوع للفحوصات من قبل الأطباء عند الشعور بالمرض ، أو الرغبة في الحصول على تقييم دقيق للحالة الطبية
... التشخيص عبر الإنترنت خطير لأنه قد يتضمن مراجع طبية غير موثوقة ، فضلا عن إحتمال غياب التحديثات المتعلقة بالأمراض
... فهناك مسؤولية ملقاة على عاتق الجهات الصحية المختصة ، فيما يتعلق بكل المعلومات الصادرة عنها ، أو عبر العاملين لديها والتي يجري تداولها على الإنترنت
... وقد طرحت بعض أخلاقيات المهنة في مقالات سابقة
... والنصيحة لكل كادر طبي أو صحي ، أن يتقوى بالإطلاع والتطبيق على الجانب الأخلاقي والسلوكي ، لأهميته في الحياة العلمية والعملية ، وذلك من أسباب التوفيق ، فبدونة يسقط العلم والعمل ، وتتلخص في ، كيفية تعامل الطبيب أو الكادر الصحي مع المرضى ، ومع الزملاء من الأطباء ، أو غيرهم من العاملين في المجال الطبي
... تحياتي ...
تعليقات
إرسال تعليق