أخلاقيات المهنة [6] // بقلم د . علوي القاضي

 «®» خواطر طبية «®»

      (أخلاقيات المهنة) [6]

من ذكرياتي : د / علوي القاضي.

... أساتذتي الكبار العظام ، من الأجيال المحترمة ، كانوا نماذج يحتذى بهم ، في السلوك الأخلاقي المحترم ، لأنهم يتمتعون بأخلاق عالية جدا ، يعجز اللسان عن وصفها ، فقد كانوا يحترمون تلاميذهم جدا ، وأنا شخصيا لمست ذلك فى العديد من المواقف ، معظمها عند لقاءي بهم فى المؤتمرات العلمية ، أو حينما يراجعون مريضا ومعه روشته خاصة بي

... ولأنهم قمة في الإحترام والأخلاق ، فإنهم يفهمون جيدا أخلاقيات مهنة الطب ورسالته ، وحق الزميل علي زميله ، وحق التلميذ عند أستاذه ، وكانوا يعاملوننا نحن الأجيال الحديثة بمنتهي الحب والإحترام والعطاء اللامحدود 

... جاءتني مريضة كنت فحصتها من فترة ، وحكت لي أنها تعبت متأخرا ، وكانت عيادتي مغلقة (أجازة) ، فذهبت لأستاذي (.....) حيث القيمة والقامة ، فقال لها ( علاج د.علوي ممتاز ، إستمري عليه ، وتابعي معاه ، وإنتي مش محتاجه أكتر من المحلول ده الٱن ، يظبط الضغط ولما تروحيله بلغيه سلامي ) 

... سلّمك الله من كل سوء أستاذي الفاضل (.....) ، كلماتك كانت لى ترياقا ، يداوي ألمي من بعض زملاء من دفعة أولادي اليوم الذين يقولون للمرضي ( وقّف العلاج ده فورا ، لو أخدته هيموتك )

... أ.د. [شريف مختار] كبيرنا ، وكبير أطباء القلب ، قمة في الإحترام والأخلاق ، كنت عندما أحادثه أجد منه النصح والإرشاد وتطبيب القلب بكلماته الحانية

... أ.د. [علي رمزي] ، بارك الله له في عمله ، كنت حينما أتكلم معه أجده مستمعا جيدا ، وناصحا أمينا من رجل ذو خبرة بنفوس البشر ، ويجعلك تأخد الأمور ببساطة 

... أ.د. [أشرف رضا] الذي حينما أراه أشعر أنني قابلت أب من فرط المدح والحنان في كلماته 

... أ.د. [محمد غريب] ، حين أقابله أشعر وكأنه سيحملني حملا تقديرا و إحتراما ، هو من جيل تالٍ للجيل السابق ولكن أجد فيه نفس الأخلاق ، لو إتصلت به في أي وقت لا يتأخر أبدا ، أجد فيه الطبيب الخبرة الذكي النابه ، والأخ والإنسان الجميل طيب القلب ، ينصحك بحب وحرص شديدين ، وكأن أمورك تخصه هو ، ومشكلتك مشكلته   

... مهما كتبت و مهما أطلت ، لن أوفي الكلمات بحقهم ، ولن أصف جم إحترامي و إجلالي لشخصهم 

... بارك الله لنا فيهم وجزاهم عنا خير الجزاء و أعاننا لنكمل علي نهجكم الطيب الذي يضع الطبيب والمريض في أعلي و أرقي منزلة 

... هؤلاء أساتذتي أعتبرهم نماذج حية للطب كمهنة إنسانية ، تتجلى فيهم أخلاقيات مهنة الطب التي تعنى الممارسة المحترمة للمهنة ، تلك الممارسة التي تنظم ذاتيا علاقة الأطباء بعضهم البعض ، وتحدد علاقة الطبيب بالمريض ، ثم علاقة الطبيب بالمجتمع ، إن أخلاقيات المهنة تفرض قيود وواجبات على الطبيب أكثر من القيود القانونية

... رحم الله من غيبهم الموت عنا ، وبارك في صحة وعمر الاحياء منهم

... تحياتي ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نجواى أنت // بقلم الشاعر رحب كومى

رثاء شاعر الوطن // بقلم أ. سامية البابا

بعض أسماء وصفات النساء عند العرب // بقلم محمد جعيجع