نماذج للطبيب الناجح ) [11] // د . علوي القاضي.

 «®» خواطر طبية «®»

( نماذج للطبيب الناجح ) [11]

من مذكراتي : د / علوي القاضي.

... فى المقال التاسع تكلمت بإسهاب عن خصائص الطبيب الناجح ، والتي تتلخص في الإيمان بإنسانية المهنة ، والسعي الجاد للنجاح ، والتخلق بالأخلاق الحسنة ، والتمسك بتقوى الله ، والضمير الحي

... ومن هذا المنطلق إخترت ثلاث نماذج لـ (الطبيب الناجح) ، مع إختلاف بيئتهم وثقافتهم ومراكزهم ، لعل سيرتهم تكون حافزا للزملاء الشباب ليحذوا حذوهم 

... الأستاذ الدكتور / هاني عبد الجواد سليمان (إستشاري وخبير جراحات تشوهات العمود الفقري) بجامعة مونتريال بكندا يحكي عن تجربته ومشوار نجاحه ، فيقول ، أنه كان حديث التخرج وفي سنة الإمتياز ، كان مرتبه (٢٧٠) جنيه وكان مرتبه قليل بالنسبة لاحتياجاته ، وبعد شهر ، أراد أن يحسن دخله فبدأ يبحث عن عمل إضافي ، بدأ بالبحث في حي (مدينة نصر) ، ولم يجد ، ثم إتجه لمنطقة شعبية (الكيت كات) ، فوجد مستوصف يحتاج طبيب مناوب ، وكان يتعاطى أجرا الشيفت بـ (٢٠) جنيه ، واليوم الكامل ب (٦٠) جنيه ، في الوقت دا يتذكر إنه إدخر مبلغ (١٨٠٠) جنيه ، لكنه للأسف كان مرتبط بفترة الإمتياز (التكليف) فكان لابد وأن يضحي ويترك شفتات ، لذلك اختار الشيفات الليليله في المستوصف ، وصباحا بالمستشفى ، وبعد شهر من العمل الخاص  إدخر  مبلغ أكثر من (١٥٠٠) جنيه ، وكان بالنسبة له صدمه فلم يحلم به يوما ما 

... بعد شهر ، كان له وقفه مع النفس ونوى أن يطور من نفسه ، ويتعلم ويضيف شئ ، فهو يتمتع الٱن بصحه جيدة ووقته متوفر ، بعد البحث قرر أن يدرس لغة جديدة (اللغه الفرنسيه) وكان المركز الثقافي الفرنسي في حي (المنيرة) ، وذهب عندهم وفى المقابلة عمل إختبار تحديد مستوي ولم يكن يعرف كلمه فرنسية واحدة ، فبدأ من الصفر ، كورسات مكثفه (٤) أيام في الأسبوع ، ساعتين و نصف يوميا ، ويخلص كل كورس في شهر  

وكانت التكلفة ٤٦٠ جنيه للكورس ، يعني هيضيع ٤ أيام من الشغل ، غير التكلفة (٤٦٠) جنيه وتحمل ذلك العناء الجسدي والمادي

... فاستأذن المستوصف في تعديل جدوله ، مع خصم أجر وقت غيابه ، ووافقوا وكان ينهي كل كورس مكثف في شهر ، حتى إقترب شهر أغسطس وكان أجازه في مركز (المنيره) فتم تحويلة إلى مركز ثقافي فرنسي في (مصر الجديدة) ، واستكمل الكورسات ، رغم بعد المسافة 

فكان يستقل أتوبيس من (الكيت كات) إلى (التحرير) ثم إلى (مصر الجديدة) ، في شهر ثلاث مواصلات في شهر أغسطس مع شدة الحر ، وكان يعمل ٤ ايام في الاسبوع 

... المهم أنهى هذا الشهر ورجع لمركز (المنيرة) و كمل لحد اخر سنة الامتياز 

... المجهود الذي بذله في سنة الإمتياز ، هو السبب الاول في كل شيء وصل له بعد كدا ، لانه بعد ذلك التحق  بزمالات ، في افضل مكان في الدنيا في جراحات العمود الفقري في جامعة مونتريال في كندا و كان العامل المهم فيها (اللغه الفرنسيه) ، وكانت جامعة مونتريال بتكلف له بـ (١٠٠) ألف دولار ( مائة الف دولار) في السنة راتب ورسوم دراسية 

... يعني يتعلم و يتمرن في أقوي زمالة وفي أفضل مكان في الدنيا و ياخد دولارات كمان

... قضي كل السنوات بعد ذلك بنفس السرعة وأصبح الٱن خبير في تشوهات العمود الفقري ، ويقصده المرضي من كل بلدان العالم ، وأصبح خبير زائر في عدة مستشفيات في عدة بلدان والإنتقالات أصبحت بـ (طائرة بيزنس) بدلا من أتوبيس (الكيت كات) ، والإقامة أصبحت في فنادق (٥) نجوم و الأجر كمان زاد ، والحمد لله

... من جال نال ، ومن سعى رعى ، ومن نام رأى الأحلام

... تحياتي ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نجواى أنت // بقلم الشاعر رحب كومى

رثاء شاعر الوطن // بقلم أ. سامية البابا

بعض أسماء وصفات النساء عند العرب // بقلم محمد جعيجع