جُرحٌ في الحَنايا // بقلم إبراهيم محمود طيطي

 جُرحٌ في الحَنايا

يا جُرحٌ باقِ في الحَنايا مُنذُ الأزَلِ

نَزفُك دَمعٌ وذِكراكَ على المُقَلِ


والقَلبُ من حَرقَتِه يَشتَعلُ أسَى

نامَ الضميرُ ، وغابَ العقلُ من  خَجَلِ


والجُرحُ يَنزِفُ، وغزّةُ في لظى ألمٍ

وأنينُها قد تخطّى حَدَّةَ العَدلِ


لا بيتَ يُؤوي، ولا قَمحٌ، ولا شَجرُ

والموتُ سُبلٌ، وأضيقُها هو المُعتقَلِ


أينَ "المعتصمُ"؟ مضى، ما جاءَ واعتذرَ

والنَّظرُ بالدمعِ جَفَّ، وما نَزَلِ


واكتَفَى الشِّعارُ بتنميقٍ بلا وَطَنٍ

والكُتّابُ غرقوا في بحرٍ مِنَ العَسَلِ


وتَمادى الجلّادُ في وَهمٍ، فجَحَدَنا

وافْتَعَلَ نَفيًا، وقَهرًا، دونَما خَجَلِ


والأبوابُ مُوصدةٌ، لا صَوتَ يجمعُنا

والجَمعُ قد انفضَّ مِن حَولي، ومن أمَلي


والعُروبةُ تَذرِفُ الدّمعَ المُلتهبَ

جَمرًا يُسيلُ على الأهدابِ والمُقَلِ


وشدَا الطيرُ في الأُفْقِ المُضيءِ لها

يُنشِدُ للوطنِ، بالنَّصرِ، والعَدلِ


نَحنُ الحَفَدَةُ الأحرارُ، مِن بِلادِ الشامِ

أهلُ العَزمِ والرِّباطِ، شعارنا، الفِعَلِ


قَومي أنبياءُ، وفيهمُ رُسُلٌ

هَواشِمٌ نَسلُهم يَرقى إلى السُّبُلِ


يا غزّةَ العُروبةِ، فيكِ نَفتَخِرُ

سُهادُنا بكِ، من صَبرٍ ومن أمَلِ


والكَرَامةُ، والشهامةُ فيكِ نَحتَضنُ

وفيكِ تختزلُ الأزمانُ للأجَلِ


بِلادُ العُربِ نَبتَتْ فيكِ أوصالي

هاماتُنا شامِخاتٌ، راسخاتُ كجَبَلِ

---

بقلمي / إبراهيم محمود طيطي

الأردن / إربد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نجواى أنت // بقلم الشاعر رحب كومى

رثاء شاعر الوطن // بقلم أ. سامية البابا

بعض أسماء وصفات النساء عند العرب // بقلم محمد جعيجع