لغة الصمت ..!! // بقلم أيمن أحمد خلف
لغة الصمت ..!!
كنا نتحدث ونسترسل في الحديث ، ووجدنا أنفسنا نضحك من القلب ، ربما ضحكنا على اللاشيئ ، ربما وجودنا مع بعضنا البعض يسعدنا لحد الضحك .
وتارة أخرى نرى أعيننا تدمع أهي دموع لهفة وشوق ، لعل قطرات الندى المنسدله من سماء العيون وبرغم حرارتها تطفئ لهيب العشق .
ويقطع كل ذلك ما هو أهم وربما هي اللحظة التي ينتظرها كلا منا ، وهي لحظة الصمت ، اللحظة التي يخرج كلا منا أحاسيسه ومشاعرة دون قيود أو خوف ... وبدون صوت .
حدث كل ذلك بكلمات لا أحد يسمعها أو يفهمها غيرنا .
حدث ذلك بلغة الصمت وهي أبلغ من كل اللغات وأفصحها .
هي لغة لا يفهمها إلا من أحب وعشق بصدق .
فلكل محب ترجمة خاصة به لا يعلمها إلا هو وهي فقط .
.... وأنقطع الصمت بكلمات يهتز لها الكيان ، فقد أصبت بقشعريرة تسري في جسدي من هول ما سمعت ،
لقد قالت بنبرة مرتجفة لم أعلم عنها إلا إنها إرتجافة الرجاء والأمل ، رجاء بالبقاء وأمل بعدم الفراق .
قالت أريد ان أعرف ما هي لغة الصمت فلقد وصلنا إلي الحد الذي نتحدث أنا وأنت دون أن بنطق أحدا منا بكلمة واحده ، نستشعر بعض وإن طالت بيننا المسافات .
لقد وقعت هذه الكلمات على أذني كالصاعقة .
قائلا في نفسي لهذه الدرجة وإلى هذا الحد يمكن لأحد أن يكون بينهم توارد في الأفكار ، فأنا منذ لحظات تركت قلمي عند جملة ( أما الصمت هو ) .
أحقا إلى هذا الحد يوجد بيننا لغة لا يفهمها غيرنا .
إنتها الحديث بيننا ، وكأن الحديث أعلن العصيان معترضا على الانتهاء .
فكلا منا واثق ومتأكد أن الحديث مازال قائم رغم إنتهائه ، فنحن نرى بعض بلا أعين ، نسمع بعض بلا آذان ، نستشعر ونحس بعضنا البعض كما لو كنا جسدين بعقل واحد .
الى هذا الحد ، أنا لا اصدق !!
ولكنني صدقت وآمنت بعشقك .
وما هي إلا لحظات أمسكت بقلمي مجددا وأمامي فنجال قهوتي وعشقي ، كنت أظن أن قهوتي هي العشق دون أن أراكي ، ولكن فنت كل معاني العشق أمام عشقك .
فنت كل الأحاسيس والمشاعر إلا من إحساسك أنت .
أجبيني بربك أهو عشق آم شيئ أعمق من العشق أستوطن قلوبنا .
آهو قادم من عالم أخر أو ربما من عالم موازي .
شرد العقل مني متفكرا ما هو الصمت ؟
وجدته لغة كل اللغات وتعبيير عن كل المعاني .
فالصمت قادرا ان يعبر عن القسوة بلا رحمة ، وعن الحب بلا عقل ، الصمت قادرا أن يجعلك طفل صغيرا وأنت في ريعان الشباب .
فللصمت قدرة فاقت كل القدرات ، وطاقة أعلى من كل الطاقات . ( حقا الصمت لغة العظماء )
يا إلهي لقد إرتعشت يداي وأرتجف قلمي .
فإن كان للصبر حدود فستجد الصمت بلا حدود أو قيود .
للشوق صمت لا يسمعه إلا من أحب وعشق .
ففي صمت المحبين صراخات بلا صوت يهتز لها كيان من يسمعها .
تخيل عندما تنظر في أعين من تحب وترى الدموع تتلآلآ في سماء العيون كقطرات الندى ، أوليس هذا صراخ الصمت .
حينما تسمع نسائم أنفاس من تحب وتعشق ستشعر حينها بأنك تهوى الي قاع الشوق بلا رحمة وقتها ستستمتع بكلمات لم تسمع ولكنها تحس .
لا تظلموا الصمت فهو يسمع ويتكلم ويثور ولا أحدا يفهمه إلا إذا أحب وعشق بصدق .
الصمت يا صغيرتي يجعلك أمامي كورقه ناصعة البياض أسطر عليها بأقلامي كلامات ليست كالكلمات ، فأنتي ورقتي التي لم تملئ إلا بأقلامي أنا ، وأنا اعدك أن أقلامي لم تجف وإن جفت فالموت أحق بها ..
............................................................................
الاسم / أيمن أحمد خلف
تعليقات
إرسال تعليق