وصيتي لزوجتي وأولادي بعد رحيلي // بقلم المعز غني
هنا نابل بقلم المعز غني
" وصيتي لزوجتي وأولادي بعد رحيلي"
إذا ما طويتُ صفحةَ عمري ، وأغلقَ الليلُ عليّ عينيّ ، فلا تبكوا طويلاً … بل إبتسموا في وجهي ، وأدعوا لي من قلوبكم دعوةً صادقة ، فإنّ الحب لا يموت ، وإنّ الأرواح تلتقي حيث لا ندري.
زوجتي الحبيبة …
كنتِ نصفي الآخر ، سندي ، ودفء أيامي أوصيكِ أن تكملي الطريق كما عهدتكِ : صابرة ، مؤمنة ، قوية ، لا تهزكِ الرياح إن طال غيابي ، فإنّ الله لا يغيب ، وهو أحنّ عليكِ مني ، وألطف بكِ مما كنت أستطيع.
أغفري لي تقصيري إن قصّرت ، وأذكريني بالخير كما كنتُ أراكِ خيرَ ما رُزقتُ به في دنياي.
أولادي الأحباء …
لقد رحلتُ ، لكنّ قلبي لم يرحل عنكم هو معكم في خطواتكم ، في نجاحكم ، في سجودكم ، في كل لحظةٍ تذكرونني فيها.
كنتُ أحلم بكم كباراً ، عظماء ، تتّسع بكم الدنيا خيراً وعلماً وأخلاقاً.
أوصيكم بتقوى الله ، فهي الزاد في الدنيا والنور في الظلمة ، والركن الذي لا يميل كونوا عوناً لبعضكم ، فإن الإخوة درع والقلوب إذا أجتمعت قوي البنيان.
لا تختلفوا ، فالدنيا لا تستحق .
ووصيتي لكم أن لا تتركوا يداً ممدودة دون ردّ ، ولا قلباً مكسوراً دون مواساة.
أزرعوا الخير حيث كنتم ، وكونوا للناس كما تحبون أن أكون لكم. لا تحزنوا عليّ طويلاً فإن من أحبكم من صميم قلبه ، لا يرضى أن يعيش الحزن في قلوبكم.
وأخيراً …
أجعلوا لي نصيباً من دعائكم ، وأجعلوا لي مكاناً في قلوبكم لا يمحوه الزمن.
وإن جمعنا الله من جديد ، فليكن اللقاء جميلاً كما كانت أيامنا معاً.
والسلام عليكم يوم كنتم نور عمري ، ويوم فارقتكم ويوم نلتقي بإذن الله.
تعليقات
إرسال تعليق