إشراقة شمس = 47 = // بقلم يحيى محمد سمونة
إشراقة شمس
= 47 =
كان بإمكان أم سالم أن ترفض إخلاء بيتها مهما كانت الأسباب، لكنها آثرت الاحتفاظ بكرامة زوجها من قبل أن يمرغ كلاب النظام البائد أنفه في التراب بدعوى مواجهة الدولة و رفض أوامرها !!
كانت الاعتقالات في سورية زمن النظام البائد لا تحتاج لحكم قضائي بل يمكن تجريم أي شخص بمقتضى شبهة فحسب، أو ربما كانت تصفية حسابات شخصية 😡
مكرها، أبو سالم قرر إخلاء البيت، و ذلك تنفيذا لتعليمات الأمن السياسي الذي أخذ على عاتقه مسألة إذلال أبناء الوطن
انتقل أبو سالم إلى ورشة بخ للموبيليا كان يعمل فيها هو و إخوته الأربعة ليسكن فيها مع زوجته و أولاده إضافة إلى زوجات إخوته و أولادهم بعد أن دمرت البراميل المتفجرة مساكنهم جميعا
الورشة عبارة عن طابق تحت الأرض خلت منه كل الشروط الصحية للسكن، عدا عن استنشاق رذاذ المواد الكيماوية المستعملة في عمليات بخ الموبيليا
كم كانت أم سالم امرأة صبورة حليمة إذ تحملت كل هذا الأذى الراهن و لم تلزم زوجها بمغادرة هذا الوطن إلى أية بقعة من بقاع العالم خلت من ظلم و قهر و ذل و مهانة
[ تحت أي بند يمكن تفسير أوامر الأمن السياسي و غيره من الأفرع الأمنية في سورية بلزوم إخلاء المواطنين لمساكنهم ؟! ]
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا
تعليقات
إرسال تعليق