مَرْحَى بيوْم العيد // بقلم الشّاعر الصّادق الهلالي

مَرْحَى بيوْم العيد

(من البحر البسيط)

        الشّاعر الصّادق الهلالي


بالنّورِ هَا قدْ أطلَّ العيدُ يُبْهِجُنا

       بالكونِ قد بَثَّ أفراحًا...لِنَجْنِيها !

بُشْرى تجَلّتْ لِقلْبٍ خاشِعٍ أملًا

  قد أسْعَدْتَ روحَنا...عطشى لتَروِيها!

تسقي قلوبًا...فَبِالمعرُوفِ بَهْجتُنا

      بالوِدِّ نَحْيا، بوصلِ الأهلِ نُحْيِيهَا

والعيدُ يجمعُ الشّمْلَ لِذي فرحٍ

      والحبُّ نُورٌ سَنَا، والنّاسَ يَهْدِيهَا

هذا هو العيدُ! فيهِ النّشْءُ مُبْتَهِجٌ

   كالبدرِ يُشْرِقُ في الأَكوانِ يُضْوِيهَا

يا عيدُ قد جئتَ بعد الصومِ، فانتشرتْ

    نَفْحاتُ طيبٍ نرى الرّحمٰنَ مُزْكِيها

كَمْ من عطايا لمُحتاجٍ؟ وَهَا انْفرجتْ

               بالخَيرِ حُبًّا لِرَزّاقٍ يُجَلِّيهَا

في كلّ بَيْتٍ نُلاقي عِيدَنا عَبِقًا

 والمِسكُ يَشْذُو مِن الأكوابِ يُنشِيهَا

فيه الزكاةُ تُخَلّي الفقْرَ مُنْفَرِجًا

 والوصلَ يُجْلِي صُدُورًا في أمانِيها

والطّفلَ في حِضْنِه الألعَاب يُلاعبُها

        حُلْمٌ جَمِيلٌ، كأخدانٍ يُناجيها

فالحبُّ طَبعٌ بهِ الوِجدانُ مُبْتَهِجٌ

 في ذي الدُّنى نَبْضُ أخلاقٍ يُحَلِّيها

 يَا رَبِّ اِجعَلْ لَنَا الأعيادَ دَائِمَةً

           واجعلْ دِيَارًا لأحبابٍ تُعَلِّيها

وَاغفِرْ لَنَا يا كريمَ الفضلِ مَا بَقِيَتْ

     دُنيَا الفَنَاءِ وحَفَّ النُّورُ مَنْ فِيهَا

واجعَلْ لَنَا فِي جنانِ الخُلْدِ مَنزِلَةً

     فيها سَلامُ ونُورُ الوَجْهِ يُجْلِيها

وارْسُم لَنَا الفَجْرَ بالأفراحِ مُبْتَسِمًا

   يُزْهِي الحياةَ، بماء الوَردِ يَمْحِيهَا

عِيدٌ...فبَارَكْهُ رَبّي: فَأْلَ مَنفَعَةٍ

         دَعْوَى لآنامِها، حقّقْ أَمَانِيها

يا اللَّهُ احْفَظْ بِنا أَرْضًا... لتزْهُ لنا!

    فِي كُلِّ عامٍ بِذِي أعيادَ نُحْيِيهَا.

       الشّاعر الصّادق الهلالي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نجواى أنت // بقلم الشاعر رحب كومى

رثاء شاعر الوطن // بقلم أ. سامية البابا

بعض أسماء وصفات النساء عند العرب // بقلم محمد جعيجع