الرويبضة ونظام التفاهة // بقلم د . علوى القاضى
«[1]» الرويبضة ونظام التفاهة «[1]»
دراسة وتحليل : د/علوى القاضى.
... زارني وتجاذبنا أطراف الحديث وتطرقنا للحوار عن بعض الأصدقاء الذين يتابعون مقالاتى ، ويستمتعون دون إظهار أي تعبير أو رد فعل ، كانت رسالتي لهم مشمولة بالمحبة
... أيها الأصدقاء ، أُيها المتابعون فى صمت مرحباً بكم علي صفحتي ، أنتم متواجدون معي في الفيس وعالم الإنترنت ولكنكم تؤثرون الصمت ، بإمكانكم أن تنتقدوا أوتعجبكم مقالتي ، لكنكم تحتفظون برأيكم وتفضلون الصمت فى الحالتين ، دون تعليق أو لايك أو كومنت ، ولاتجذبون أى متابع لكم ولا لكلامكم ، أنتم فى عالمكم بعيدون عنا ، وإن كنتم ظاهريا معنا ، تتابعون السياسة والفن وكل محتوى دون ظهور ، أنتم الأصدقاء الذين حينما تتكلمون ففي جعبتكم من الكلام الكثير ، من أكثر التعليقات التى تشدنى ، حينما أجد أحدكم خرج عن صمته وكتب ( أنا أول مرة أعلق ) ، أياً كان التعليق فسأكون مسرورا ، لأننى إستطعت أن أخرجه عن صمته وجعلته يتكلم ويعبّر عن رأيه ، ويقول مايجول بخاطره ، ليس بعيدا أن تكون أنت نفس هذا الشخص ، أُيها المتابعون فى صمت أتمنى سماع صوتكم مرحباً بكم ودمتم طيبين
... وكان أهم أسباب الرسالة أنى لاحظت على منصات التواصل سلوكا مايسمى ( نظام التفاهة ) فى ( زمن التفاهة ) ، كنت أتعجب ( لماذا لايعلق الكثير علي مقالاتي ، رغم علو فكرها وسمو أهدافها سوى أعداد بسيطة ، وفي المقابل حينما يكتب أحدهم بوست تافهه ، أجد مئات التعليقات واللايكات ؟! ) ذلك لأننا في زمن التفاهة ، تعمقت وأطلت الدراسة والبحث لعلي أصل إلى تفسير منطقي لما نحن فيه من تفاهات النظير لها
... وكانت الإجابة شافية حينما قرأت كتاب إسمه ( نظام التفاهة ) للفيلسوف الكندى ( آلان دونو ) ، وضح فيه السبب لما يحدث ويقول فيه : ( أن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في هذه الأيام ، لقد تغير الزمن زمن الحق والقيم والأخلاق ، ذلك أن التافهين أمسكوا بكل شيء ، بكل تفاهتهم وفسادهم ، فعند غياب القيم والمبادئ الراقية ، يطفو الفساد المبرمج ذوقاً وأخلاقاً وقيماً ، إنه زمن الصعاليك الهابط ، وكلما تعمق الإنسان وأمعن في الإسفاف والإبتذال والهبوط السلوكي والأخلاقي ، كلما إزداد جماهيرية وشهرة ، وإن مواقع التواصل نجحت في ترميز التافهين ، حيث صار بإمكان أي (جميلة بلهاء) ، أو (وسيم فارغ) أن يفرضوا أنفسهم على المشاهدين ، عبر عدة منصات تلفزيونية أوالكترونية ، وهي أغلبها منصات هلامية وغير منتجة ، لاتخرج لنا بأي منتج قيمي صالح ! ، إن التفاهة قد بسطت سلطانها على كافة أرجاء العالم ، فالتافهون على مستوى العالم قد أمسكوا بمفاصل السلطة ، ووضعوا أيديهم على مواقع القرار ، وصار لهم القول الفصلُ والقرار في كل مايتعلق بالعامة ) ، هؤلاء هم ( الرويبضة )
... ويضيف الكاتب ( من حق الحمقي والجاهلين أن يكتبوا مايشاؤون على مواقع التواصل الإجتماعي ، التي ساوت بين المثقف والجاهل ، فهذا حقهم ، ولا أحد يستطيع أن يمنعهم ، فهم ليس لديهم ذنب مطلقا ، فالذنب على كل من يهتم أويعلق أو يرد على مايكتبون ) ، ويحذرنا المؤلف ( ألان دونو ) وينصحنا أن لاننساق مطلقا وراء منشوراتهم ، لأننا بذلك نعطي قيمه للتافهين والهابطين
... إنني أتفق تماما مع الكاتب ، فنحن عندما نعلق على هذه المنشورات التافهة ، يظن صاحبها ، هذا الجاهل بأنه شخص مهم وناجح ، ولكنه لايعلم أنه يزداد جهلا فوق جهله
... وذكر الكاتب أن من سمات نظام التفاهة أيضا ، ( أن الإقالات والإعفاءات في دولة الفوضى ، ليست مزاجية ، ولاإعتباطية ولاإصلاحية ، بل هي سياسة إرتجال مدروسة ومتعمدة لإستغفال الشعب ، حتى لايدرك السياسة العامه للمشروع التدميري ، ويستدرك الفخاخ وماوراءها من مصالح ولوبيات ، لدعم جوهر المشروع الفوضوي ، وهو جعل المجتمع متوترا وغير مستقر ، والسياسة إرتجالية متحركة حتى لايستريح الناس ، ويشربوا عقولهم ، ويفكروا بواقعهم ، فهو يضع إفتعال التوتر والإضطراب وعدم الإستقرار أولوية للتمكن والسيطرة
... نفذ الكاتب بأفكاره لعمق وجوهر السياسة المتبعة للسيطرة على الشعوب عبر تتفيه الإعلام والثقافة واختراق المجتمعات ، بتهميش العقلاء والمثقفين والعلماء ، وتعويضهم بالطارئون السطحيون فالكل في نظره عابرون ، والبقاء للسيطرة والتحكم في المسار برمته ، والذي يخدم مصلحة المهندس فقط
... صورة غلاف ( الكتاب ) معبرة جدا ، فالكل مجرد مشبك بلاستيكي لتعليق الأغراض ( مسّاك ) ، ذاك هو مشروع الفوضى والتتفيه الذي أسموه كذبا ( خلاقا )
... كتاب نظام التفاهة ، نأخذ منه عبارة هامة يقول الكاتب ( التافهون حسموا المعركة لصالحهم وباتوا يمسكون الآن مواقع مهمه في العالم ) ، نعم نعيش في زمن التفاهة ! وعلى كل الأصعدة ! من أعلى الهرم إلى أسفله ! إلا من رحم ربي ، في السياسة ! التافهون هم من يمسكون زمام الأمور ! ، كثير من يسمون أنفسهم مثقفون ! هم في الواقع تافهون والمجتمع مليئ بالتافهين ! ، مثال ! شاب معاق فكرياً ! يبحث عن ( شيماء ) تحت سيارة ! في مواقع التواصل الإجتماعي ! ، تنتشر هذه الأغنية بشكل سريع ! نسمع الشباب والشابات ، يغنون ، شيماآآآء ، شيماآآآء ، وفى الأخير تطلع شيماء بطه ! ، وآخر يغنى لبسبوس وبسه ! ، قمه التفاهة ، شباب فارغ ، ضايع ، صايع ، إلا من رحم ربي ، حتى بعض كبار السن أصبحوا تافهين ! أين الحكمة والعقل والدين والأخلاق ؟! ، للأسف هذا توصيف الحال !
... للأسف نحن نعيش حاليا عصر التفاهه ، وبكل تفاصيله ، فنظام الإتصال والمعلومات ، مثلما كان مفيدا ، أيضا أنتج نظام التفاهة ، وأخذ يتعمق وينتشر في جميع المجالات
... وقد عبر الكاتب عن ذلك بقوله ( هو النظام الذي يسيطر عليه طبقة الأشخاص التافهين في معظم نواحي الحياة وبموجبه يتم مكافأة الرداءة والوضاعة والتفاهة ، بدل المثابرة والجدية في العمل ، ونلاحظ بشكل واضح أن نظام التفاهة يتم صناعته بقوة ، ويتم دفعه بقوة ، ليقود ويسود ويسيطر على كل شيئ في الحياة ، وانتشرت مصانع التفاهة فهناك مصانع للتفاهة السياسية والثقافية والفنية ، فتلوث كل شيء في المجتمع له علاقة بتلك المصانع ، ويلعب المال والشهرة عاملا رئيسيا في صناعة التفاهة ، فوجود المال يضمن التحكم بالتفاهة فمتى وجد المال يمكن صنع التفاهة وإنتاجها ، لتخدم صاحب المال في تحقيق الشهرة ، ونشر أفكاره الملوثة ، وهذا يؤدي إلى صنع المنتجات والأفكار التافهة بقوة المال ، ويؤدي أيضا إلى إنتاج جمهور واسع من الغوغاء والإمعات ، كل همهم الإنبهار ومتابعة وتقليد التوافه ، كرموز لهم في تفاهتهم
... وإلى لقاء في الجزء الثاني إن قدر لنا ذلك وقدرت لنا الحياة
... تحياتى ...
«[2]» الرويبضة ونظام التفاهة «[2]»
... في الجزء الأول تأكدنا أن التافهين نجحوا في السيطرة علي مفاصل المجتمعات وتحكموا في ثقافة وتفكير البشر لصالح أصحاب رؤوس الأموال والٱن نستكمل
... يضيف الكاتب ( ٱلان دومو ) في كتابه ( نظام التفاهة ) ، ( إن جنون وسائل التواصل الإجتماعي وتطورها وتقدمها وسرعتها أفرز أجيال من التفاهة ، وهي بدورها تفرز آخرين من التوافه المنحطة إجتماعيا ودينيا وأخلاقيا ، همها الإستمرار بالتفاهة وتشجيعها ، ويبقى المال يتدفق ويكبر ، صانعا أجيالا تنشأ وتعيش كل يوم على التفاهه )
... كتاب ( نظام التفاهة ) من كتب الفلسفة الواقعية ، إجتذبني إسمه ، ولما تعمقت فيه ، وجدته يناقش هذا الموضوع المهم ( نظام التفاهة ) ، وماذا صنعت التفاهة في عالمنا من نظام سيطر علي كل جوانب حياتنا ، حتي سارت التفاهة هي النظام الرئيس في حياتنا ، والكاتب يعتقد أن العالم قد سقط بأيدي التافهين دون الحاجة لأي جهد من العالم ، وأصبحت التفاهة في العلم والسياسة والفن والإعلام والحياة عموما ، ولكن ، ، !
... ويرى الكاتب أن نظام التفاهة ، يعني إنسحاب وتراجع التفكير المنطقي والعميق والتأمل في النظر للأشياء ، وبالتالي إفساح المجال وأعطاء الفرصة أمام النظرة التقنية ذات الطابع التبسيطي السطحي ، والرداءة التي يغوص فيها العالم اليوم ، ونمط السطحية المنتشرة به ، حتى وصل لمقاليد المسؤولية ، والمهتم بهذه القضية من المؤكد أنه لاحظ أن الفترة الماضية حصل فيها صعود غريب للقواعد الرديئة !
... وبعد تردي الأوضاع في كل المجالات ، في كل مكان في العالم وفي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والدول الأوروبية ، ( الذين صدروا لنا التفاهة عن قصد لتدمير مجتمعاتنا ) ، إنتشرت لديهم في الآونة الأخيرة لوحات تعبيرية مكتوب فيها ، ( توقف عن جعل الناس الأغبياء مشهورين ) ، فالدفع بالتافهين إلى واجهة العمل الإجتماعي والإعلامي ، هو جريمة بحق الأجيال الناشئة والشباب في سن المراهقة ، فلو أخذنا جولة مطولة على حسابات المشاهير الجدد في مواقع التواصل الإجتماعي ، لوجدنا أنها تشترك في سمة واحدة ، هي إعتمادها على صناعة التفاهة ، أو مايطلق عليه ( الإستهبال ) وهي ( إقفز وارقص واصرخ وأصدر أصوات غريبة ، وتكلم بكلام لامعنى له ، وتأكد بأنك سوف تصبح مشهورا ، وستجد من يصفق لك ، وبعد أن يتجاوز عدد متابعيك مليون ، ستنهال عليك عروض الإستضافة في وسائل الإعلام والمهرجانات ) ، ثم ماذا بعد ؟! ، إنحدار أخلاقي ، وتسطيح للفكر والثقافة ، ثم ضياع جيل بأكمله ، ومن المسؤول عن هذا كله ؟! ، للأسف كلنا مسؤولين ، من أفراد ومؤسسات ، ومجتمع وجماعات وحكومات ، لذلك كانت رسالتهم لشعوبهم ( توقفوا عن جعل الأغبياء مشاهير ) كيف ؟! ، بعدم النشر لتفاهاتهم ، أليست مجتمعاتنا وشعوبنا أولى منهم بذلك
... ويؤكد الكاتب على أن جذور حكم التفاهة ولدت في عهد ( مارجريت تاتشر ) رئيسة وزراء بريطانيا ، فصارت ( الدولة ) مجرد شركة خاصة ، وصارت ( المصلحة العامة ) مفهوماً مغلوطاً لمجموع المصالح الخاصة للأفراد ، وصار ( السياسي ) تلك الصورة السخيفة لمجرد الناشط اللوبي لمصلحة (زمرته) ، وصارت ( التفاهة ) نظاماً كاملاً ، وصارت ( قاعدة النجاح ) فيها أن (تلعب اللعبة) ، وكان أفضل تجسيد لنظام التفاهة كما يقول الكاتب هو صورة ( الخبير ) وهو ممثل ( السلطة ) المستعد لبيع عقله لها
... ويجسد الكاتب تلك الصورة فيقول ( في ليلة معتمة ، إلتقى الإعلام الأسود بالصحافة الصفراء ، في معبد العولمة ، فانجبوا طفلة مشوهة إسمها التفاهة ، وأسسوا لها نظاما ، وماحدث لم يكن حالة من السذاجة وغياب الهوية الفكرية ، بل هو إعلام قصدي موجه وممنهج ، يستهدف الطعن في أركان ثلاث [ الله ، الأسوة ، الأسرة ] ، والتي هي قوام المنظومة الأخلاقية والقيمية للإنسان ، فاذا كان ( الله ) هو المصدر ف ( الأسوة ) هو النموذج العملي و ( الأسرة ) الحاضنة والنواة لمنظومة ( مجتمع رسالي واعي ) ، وهذا هو منهج التافهين في مايسمى ( تكوين ) ، فقطعان التافهين في مواقع التواصل الإجتماعي ، هم أداة تهدف لضرب القيم أولا ، ثم بناء منظومة جديدة مشبوهة ومغلفة بضحكات خبيثة تستبطن شيطانها
... ويوضح الكاتب فكرته أكثر فيقول ( إن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في هذه الأيام ، لقد تغير الزمن زمن الحق والقيم ، ذلك أن التافهين أمسكوا بكل شيء بكل تفاهتهم وفسادهم ، فعند غياب القيم والمبادئ الراقية ، يطفو الفساد المبرمج ذوقاً وأخلاقاً وقيماً ، إنه زمن ( الصعاليك ) الهابط ، وكلما تعمق الإنسان في الإسفاف والإبتذال والهبوط كلما إزدادت جماهيريتة وشهرتة )
... ويحذرنا المؤلف ، أن لاننساق مطلقاً وراء الفقاعات والفاقعين ، لأننا بذلك نعطي قيمة للهابطين والتافهين ، ويخلص الكاتب إلى أنه بسبب إنتصار الرأسمالية ، وصلنا إلى أسوأ مرحلة في التاريخ ، نعيش فيها في نظام تسيطر فيه طبقة الأشخاص التافهين على جميع مناحي الحياة ، وبموجبه تتم مكافأة الرداءة والتفاهة عوضاً عـن العمل الجاد
... في كتاب (نظام التفاهه) ، يعتقد الكاتب أن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في هذه الأيام ، ويؤكد ذلك بقوله ( لقد تغير الزمن زمن الحق والقيم في كل شىء ذلك أن التافهين يعتقدون أنهم أمسكوا بكل شىء بكل جهلهم وتفاهتهم وفسادهم ، فعند غياب القيم والمبادىء الراقية ، يطفو الفساد المبرمج ذوقا وأخلاقا وقيما ، إن مواقع التواصل الإجتماعي نجحت في ترميز التافهين ، إنه زمن الأوباش زمن الصعاليك الهابط )
... ويؤكد الكاتب ( كارلوس زافون ) على قوة طرح ( آلان دومو ) عن التافهين قائلا ( إن العالم لن يفنى بسبب قنبلة نووية ، كما تقول الصحف ، بل بسبب الإبتذال وإفراط الجهلاء في التفاهة في مواقع التواصل الإجتماعي ، والتي سوف تحول الواقع إلى نكتة سخيفة )
... كتاب (نظام التفاهة) يكشف ويعري واقعًا مريرًا تعيشه المجتمعات في عصرنا الحديث ، فهو ليس مجرد كتاب يتحدث عن مظاهر التفاهة والسطحية في مجتمعاتنا ، بل هو صرخة تفتح أعيننا على التحديات التي تواجهنا كأفراد وجماعات ، كيف أصبحت التفاهة معيارًا للنجاح ؟! ، وكيف سيطرت على ميادين السياسة والاقتصاد والثقافة في مجتمعاتنا العربية ؟! ، لذلك نرى العديد من الأمثلة على إنتشار نظام التفاهة ، نتذكر سلفا كيف كان للمثقفين والعلماء دور ريادي في صناعة القرارات ، والتأثير على الرأي العام ، بينما اليوم نرى كيف طغت على الساحة شخصيات ( الرويبضة ) ، التي لاتملك إلا الصخب والسطحية ، هذا التحول ليس مجرد ظاهرة عابرة ، بل هو نظام متكامل يهدد بإقصاء الكفاءات والقدرات الحقيقية ، لذلك يجب أن نفكر معًا في كيفية التصدي لهذا النظام وكيفية إعادة الإعتبار للقيم والمعايير الأخلاقية ، التي ترفع من شأن الإنسان والمجتمع
... في رحلتنا الفكرية من خلال هذا الكتاب ، لنفتح عقولنا ولنكن صادقين مع أنفسنا ، ولنبحث عن طرق لإستعادة قيمنا وثقافتنا التي تستحق أن تكون في المقدمة ، واختلاف الآراء سيكون بمثابة نافذة على عوالم فكرية مختلفة ، مما يزيد من ثراء الحوار
... وإلى لقاء في الجزء الثالث إذا قدر لنا ذلك وقدرت لنا الحياة
... تحياتي ...
تعليقات
إرسال تعليق