تبت يداك // بقلم أَحْمَد عَبْدالحَي
*****. تَبَّت يَدَاك *****
تبت يداك اذا حرمتك واصلا
وزرعت في نبض الفؤاد حنينا
وفعلت فعلتك التي أضمرتها
وجفوت وصلك في الغرام سنينا
إني كرهت من الغرام تشوقي
وكرهت حبك منصفا ورزينا
وكرهت صبري في الغيوب وربما
أدمنت ضعفي لو تراني حزينا
***********
تَبَّت يَدَاك لِأَنَّنِي أهواكا
وَرَفَعَت كَفًّا لِلسَّمَاء بذاكا
ودعوت تَبْقَى فِي الْجِوَارِ تصونني
وَتَصَوُّن وُدًّا قَلَّ مَا أغراكا
فَحُبِسَت فِي جُبٍّ الْمَحَبَّة أذرعي
وَنُقِضَت عَهْدًا مَا كَسَبَتْ رضاكا
تَبَّت يَدَاك وَلَيْس حِقْدا إنَّمَا
قَدْ كَانَ عَدْلًا أَنْ دَعَوْت فناك
لَوْ كُنْت تَبْقَى كُنْت أَفْنَيْت خَاطِرِي
عَدَا مَنْ الْأَيَّامِ قَدْ أغواكا
أَجْهَضَت فِي تِسْعِ بِرَحِم مَوَدَّتِي
كُلّ الشُّهُور مِن الدُّهُور كَذَاكَا
لَمْ تَسْتَطِعْ صَبْرًا كخضر عَالِمٌ
وامْرَأَةٌ لُوط لَمْ تَكُنْ كسواك
فَكَتَبْت (زانية الْحَلَال ) كِنَايَةٌ
وَكَأَنِّي شَرَعَ فِي الْهَوَى أهواك
تَبَّت يَدَاك فَإِنَّنِي فِي قَابِلٍ
مَازِلْت أَمْسَكَ فِي الْغَرَام يَدَاك
*****************
تَبَّت يَدَاك إذَا اسْتَبَحْت مشاعري
وأَجْهَضَت مِنْ عَهْدِ الْوَفَاء وَفَاء
وَذَبَحْت قُرْبَان الْغَرَام بناظري
مَزَّقَت مِنْ حَرْفٍ الْغَرَام غِنَاء
لَن يُغْنِي عَنْكِ مَا زَعَمْتَ بِخَاطِرِي
أَوْهَمَت عَقْلِك أَنْ يهيض وَلَاء
تَبَّت يَدَاك إنْ أصطليت سواعري
وَطُرِدَت أفناني بِغَيْر رِثَاء
قُطِعَت اوصال الْمَحَبَّة رَاجِيًا
أَن تُغْرَق الْقَلْب الْمَطِير شِتَاء
لَكِن تَغْرِيد الرَّبِيع سيعتني
وَيَعُود دِيوَان الْهَوَى بسماء
وَأُقِيم ذِكْرِيٍّ فِي الْوُجُودِ مباهيا
وَيَعُود ذَكَرَك ضَائِعًا بهباء
***************
تبت يداك أكنت تمسك ساعدي
أم أن ترك محبتي ألهاك
ما كنت أنشل من سقوطك غايتي
أو كنت تزعم أن أصون حماك
طفلين كنا في غرور مودتي
لا أنت هنت ولا أنا أهواك
كنت الغريق وقد تركت محبتي
لما ظننت من الغريق صفاك
قدمت قرباني بنصحنك عاكفا
لا كنت حوتا ان بلعت جفاك
لكن وصلي كان غاية خاطري
فجلست تهجر او تقوم لذاك
تبت يداك اذا ذبحت مودتي
مازال قلبي عالقا بسماك
أَحْمَد عَبْدالحَي
تعليقات
إرسال تعليق