طحين الموت // بقلم المستشار الثقافي السفير .د. مروان كوجر
" طحين الموت "
قميءٌ جاء تلبسه الخطايا
ويطعمني الطحينَ مع الشظايا
خفافيشٌ أتت لتقض جمعي
وقد سكنت بقربي والزوايا
تحاول مقتلي في كل صوبٍ
قساة القلب كانت كالجفايا
تؤرقني دموعكِ يابلادي
وجدب التبر تسقى من بكايا
جحافٌ من يدٍ جاءت لغوثي
رمتني الموت مع نيل السخايا
أواري عن عدوي ما بحزني
وأحمل فوق أكتافي الضحايا
رماها الغدر سهماً من جحيمٍ
فماتت تشتكي جوع الحشايا
وصوتُ النعي صداحٌ بأذني
لينذرَ كم بكت أم البرايا
وأرضكِ يا بلادي قد غزاها
غرابُ الموت لم يترك سمايا
وأزهارٌ تكابد من صقيعٍ
وجوعٍ قد طغت فيه الحكايا
وصدر الغض تمطرها الرماح
وطعم الغدر مرٌّ في شفايا
وفي الميدان قد أبليتُ خصمي
جعلتُ الخيل تصهل في دجايا
صراخ الآه يصدع في فؤادي
وكل الثأر يخلق من آسايا
أنا للقدس قد ملَّكت دمِّي
أنا الطوفان فانظر في أنايا
فلي جذرٌ بعمق الأرض مدِّي
دماء الحر تعبر بالرحايا
أنا قهرٌ وعمري بضع قرن
ولن أترك بلادي للعدايا
أنا للحق قد أعطيتُ قلبي
عشيقٌ للجنان وفي الحنايا
شهيدٌ قد وسمتُ على جبيني
وربي من حباني بالهدايا
صليلُ السيف يصخب في دمائي
وصهل الخيل تغزله المنايا
فلي جفنٌ ضناه الليل سهداً
سليبُ الأرض لن يرضى الدنايا
أنا بالذل لم ترضخ جباهي
كريم الخلق يعطي بالخفايا
أنا شعبٌ أبي في طباعي
دماءُ الحر لن تقبل وصايا
أنا لله قد أوكلتُ أمري
فهبني ليس غيركَ للعطايا
ذلولٌ تحت عرشكِ يا إلهي
أغثني قبل أن تترب يدايا
بقلم : المستشار الثقافي
السفير .د. مروان كوجر
تعليقات
إرسال تعليق