بنات الليل // بقلم الشاعرة زهرة حشاد
بنات الليل
تواجه قدرك المحتوم ضاحكا
ويتصورونك أسعد السعداء
اللحظة زمن تيه عابس
تترنح على دقة القلب المكنون
تخدش وتينه في تقاعس
تنبش على الحائط عقارب ساعة معطبة
تتفحص واقعة الظنون
كم ساعة مرت على اعتاب الكون
شنفت أذني
قلبتها عاليٌَها سافلها
تحوٌل الضحك المشبوه مهرٌجا
يقتات على لقمة عيشي وخفوت البكاء
آذان الجدران تتجسس خلسة على أدراج الكلام
والسقوف النارية أبراج آلام
تمارس فوق رأسي العلو والنزول
متدنية
متذبذبة
تحبك على جسدي أغطية خراب ليلية
يلتقط معصمي حبٌات الويل
تقضم أناملي أسراب التعطيل والتهويل
تحذف شراييني بصمت جرعات الصمت
كأنني أزرعني في بقاع الموت
توابيت هرمت مرممة بوابل الكبرياء
تخدع صوتي أشرعة الرٌيح
والريح مذبوح على قارعتي
أصداء نطيح
وبقواميس الضياء المكبوت
دالية الحقيقة تنساب على شرفتي
زخارف نور
ظلام وبدور
ربما
وأطياف سرور
تلتئم سرابا زفرات الضلوع
تتوقف أمام بارئها نبرات الخشوع
للروح أجنحة تحلق
تجوب كل الربوع
إن تاهت تجوفت
تسربلت في دوامييس الشقاء
في نواميس الضياء حملقت
تساقطت فوق كثبان الصحراء
عادت وتاملت
كيف تعزمك السعادة
وأنت وحيدة باكية
كأمة برمٌتها جاثية على واجهة القيادة
أيتها الروح
ادحضي الواقع بسراب الأمس
البسي عباءة النزوح
تزلجي فوق رمق الصقيع
للثلج أحذية تسربت من عرين الشمس
تململت على سطح القمر
في كل خطوة بقايا رحيل للملإ الأعلى
أكف تنثر حبات التهجد بنات الليل
وعبادة
بقلمي الشاعرة زهرة حشاد
25مارس 2024 تونس في
بقلمي الشاعرة زهرة حشاد
باريس في 27نوفمبر 2023
تعليقات
إرسال تعليق