ما غرك بربك الكريم // بقلم ناجح صالح

 ما غرك بربك الكريم  =============

يا أيها الانسان هل أنت قادر على أن تتحكم في جسدك ؟ أم أن جسدك هو الذي يتحكم فيك ؟ وإذا مرض عضو فيه فماذا أنت فاعل ؟ ستلجأ الى الطبيب ولا شك ، وقد يجد لك الطبيب الدواء الناجع وقد لا يجد فتظل تشكو العلة .

إذ كم من الأمراض استعصت على الأطباء ، وإذا ما وجد لها علاج ستظهر أعراض أمراض أخرى يقف العلم عنها عاجزا .

وإذا ما سلبت منك الروح وغادرت جسدك فماذا أنت فاعل مرة أخرى ؟

كفاك اذن أيها الانسان غرورا وكبرياء وحتى الحادا . .إن أسرار الحياة والموت أخطر مما تتصور وأبعد مما ترى .

أنت تجهل أيها الانسان كيف خرجت من رحم أمك وكيف مكثت في الظلمة تسعة أشهر ، تكتمل فيها أعضاؤك وتتنفس وتأكل من غذاء أمك .. ما هذا وأي سر !

غلبت عليك شقوتك أيها الانسان فلم تعد تبصر .

ثم نطقت .. ما هي هذه اللغة التي تنطق بها ؟ ما هي هذه الألسن التي يلهج بها الناس لتكون وسيلة للتفاهم ؟ ما هي هذه الألوان التي اكتست بها أبدانهم ؟ وما هي هذه الملامح والسمات التي لا يشبه بعضها بعضا ؟

انها معجزات يحتويها بدنك ، كيف تفكر وما هي آلية هذا العقل ، أي منظار لصدى الذكريات التي تتراكم في رأسك .

كيف يتحقق لهذه الطفولة أن تنمو وتنضج لتدخل أطوار شتى من مراحل حياتك حتى إذا بلغت الشيخوخة عجزت عن الإستمرار ليتلقف الموت كل كائن .

فهل استطاع العلم أن يحل لغز الموت ؟ وهل استطاع أن يعيد الحياة الى ميت ؟

عبثا كل محاولاته ، فهي محاولات يائسة يضيع معها وقته بلا مبرر ، فليشغل نفسه بأمور أخرى هي أجدى نفعا .

ثم هل فكرت أيها الإنسان بأن منامك هو سر آخر لم نستطع حل لغزه ؟ ما هو هذا النوم وكيف يأتيك ؟

أليس هو موتا موقتا ثم لتصحو منه إلى أجل غير معلوم .

فإذا جاء قدرك فأنت عاجز عن الدفاع عن نفسك ، ضعيفا خائر القوى لتستسلم آخر الأمر استسلاما فيه ذل وخضوع .

فلماذا أنت في عناد مستمر وجدل عقيم ؟ وما الذي غرك بربك الكريم ؟

لماذا وكل ما في جسدك يصرخ بأن ثمة قوة عظيمة هي  التي تحركه وأن هذه القوة ليست الا الله الذي أتقن صنع كل شيء ؟                                    

 بقلمي : ناجح صالح / العراق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نجواى أنت // بقلم الشاعر رحب كومى

رثاء شاعر الوطن // بقلم أ. سامية البابا

بعض أسماء وصفات النساء عند العرب // بقلم محمد جعيجع