مُجرَّد سُؤال // بقلم الكاتب والشاعر بشار إسماعيل

  ((((((((((    مُجرَّد سُؤال    )))))))))))

  ========================


مُذْ وُلِدتُ وقد تجاوزتُ السبعين من العمر ، وما رأيت إلّا والسّوط بيده ، لن يتوقّف عن جلدي . ففي كل الأحوال لم أكن أجرؤ على الكلام أو رفع رأسي للتحية والسلام ، كان يظنّ أنه ليس بأمانٍ منّي ، وأنا مجرّد حتى من رؤية وجهه ، يا له من جلّادٍ جبان

سَرَقَتني السنين ، وكنتُ أقوى عليه بتمرّدي بالأدعية الصامتة حيث لا يدري

أقول في نفسي .. إلى متى يا ربي ؟

صبري وإيماني كانا أقوى من ضعفي وانهزامي ، ويقيني بجزاء الصابرين

لقد شاخ الجلّاد ، وما زال السّوط بيده . لم يعتقني . لم يدَعني أتنفس الصّعداء ، كأنه ليس من خلق ربي

هل أُعاتب القدر ؟ أم أصبر على موتي ؟ وهذا حُكْم ربي

هل يعاقبني لأنه استولى على أرضي ؟

أم لأنه يريد أن يطردني من بيتي ؟

سَجّلوا عُمري في موسوعة غينيس ، فكنتُ الأول في نكبتي

وقتها اكتشَفتُ بأنّ الجلّادين كُثُر ، مِن أمامي ومِن خلفي

تعدّدت السّياط .. منها الجارح . منها القاتل . ومنها كاتم الصوت ، وما زِلتُ صابراً . والجلّادون مستنفرون ، أنتظر منيّتي

أين أهلي .. ؟

هل ما زالوا كأهل الكهف ؟

أم وَقعوا في غيابة الجبّ ؟

_________________________

الكاتب والشاعر / بشار إسماعيل

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نجواى أنت // بقلم الشاعر رحب كومى

رثاء شاعر الوطن // بقلم أ. سامية البابا

بعض أسماء وصفات النساء عند العرب // بقلم محمد جعيجع