الأستاذ(س) الذي هرب منه ظله! // بقلم نظير راجي الحاج..
(الأستاذ(س) الذي هرب منه ظله!)
نظير راجي الحاج..
__________________________
إلتقيت به بالحسبة، قبل فترة.
سلم علي واحتضنني،وبعد دردشة قلت له:_أنا كتبت قصتك القديمة في أوراقي، هل تسمح لي بعرضها على صفحتي بالفيس؟ قال ضاحكًا :_لكن بشرط الّا تذكر اسمي زوجتي غيورة وستعمل لي فيلمًا مرتبًا، قلت حاضر...سأختار لك حرف
(س) وهو اسمك..
اتفقنا... اتفقنا..
___________
إلى الموضوع..
(موعدنا بكرا، شو تأخر بكرا، قولك مش جاي حبيبي(فيروز).).
أثناء مسيرتي التعليمية في سلك التربية والتعليم، لتدريس الصفوف الثلاثة الاولى، اختارتني الوزارة بأن أقوم بتدريب المعلمين الجدد على المناهج الجديدة المقررة.
كانت الدورات تقام في كل سبت وهو عطلة رسمية.
الدورة مختلطة، واثناء الدورة لاحظت أن هناك استلطاف بين معلم ومعلمة، قضوا الدورة وهم لا يفارقوا بعضهم بعضاً أثناء الاستراحات.
في آخر سبت لنا بالدورة، اقترب هذا المعلم(س) مني، وشكرني على جهودي، وأراد أن يودعني، كان بمنتهى اللطف والرقة، تشجعتُ وقلت له مازحًا:_
الظاهر أنك وقعت بالحب، وما من أحد سمّى عليك؟
ابتسم وقال:_سبحان الله، هي الأقدار، نعم صحيح.
لقد اتفقت معها أن تكلل العلاقة بيننا بالزواج، ويشرفني أستاذ نظير أن تحضر فرحنا، قلت له:_هذا شرف لي، مبروك مقدمًا.
أعطيته رقم هاتفي، ودعته بسرعة لأنني كنت ألاحظ أن الصبية تنتظره على نار.
مضت الأيام، لم يتصل المعلم بي وفي زحمة الحياة، نسيت الموضوع وبعد شهرين تقريبًا، التقينا صدفة تعانقنا، وحديث مجاملة جرى بيننا مباشرة تذكرت حبيبته، نظرت إلى يديه، علني أجد خاتم خطبة أو خاتم زواج، فلم أجده.
سألته:_هل تزوجت من حبيبتك؟
احمر وجهه، وبلع ريقه.
يا الله! قفزت دمعة من عيونه.
قلت:_يا ساتر، متأسف، الظاهر أنني فتحت لك جروحك.
قال:_أبدًا أستاذي. إنه الغدر.!!
لقد اتفقت معها بعد آخر سبت بالدورة، على أن نلتقي أنا وهي بالسبت القادم، ليكون مبررًا لها للخروج، على أساس ما زالت الدورة قائمة، وأن نلتقي في( حديقة إعمار إربد) في الساعة العاشرة صباحًا.
منذ الصباح الباكر كنت مرابطًا خارج سور الحديقة، أنتظر أن تفتح الحديقة أبوابها، كنت أعد الدقائق والثواني للقائي بها.
ما إن أصبحت الساعة العاشرة أحسست أن قلبي سيقفز من صدري وانتظرت يا أستاذ، نعم انتظرت، لقد تأخرت، أخذت كالمجنون أتصل بها.. الهاتف مغلق، كدت أحطمه، بقيت أنتظر حتى أغلقت الحديقة أبوابها.
عدت للبيت حزينًا كئيبًا، عدت أتصل بها، لقد تغير رقم الهاتف.
كانت الصدمة لي يا أستاذ، لما سألت وتقصيت، وعلمت أنها خطبت وتزوجت في غضون عشرة ايام وسافرت مع عريسها وزوجها إلى دبي.
(لما قال كلمة زوجها أخذ يبكي) حضنته، وقلت له:_
ماعليك ليس الامر هينًا، لكن أنت قلت هي الأقدار، أنت شابًا طيبًا والعمر أمامك، هي صدقا لا تستاهلك
عدت للبيت لأكتب على لسانه:_
😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭
صحوتُ بلا إدراكٍ.... وبارتباكٍ.... ومن فجري...
لأني سألقاكِ.... بسحرك الفتّاكِ.... يا عمري....
تخيلتُ بهاكٍ.... وقد أتاكٍ.... كما النهرِ....
وكيف سأراك.... من بدري... أٌيا بدري....
فلا أدري....!!
____
ثم تعطّرتُ.......
وعند شفتيكِ...... سينتحر عندها عطري....
وتزينتُ.......
وأمام عينيك.... سيفتر بلحظها أزري....
____
أمعقول بموعدنا تروحي به تذري؟
فيؤول الخذول بروحي منك بلا عذر...
فما بال الوقت واقفًا، ولا يجري..
_
أخفيتُ دموعي...
لكي لا أطفيء بها جمري...
وأضأتُ شموعي...
لوقت رجوعي من سفري...
وأقفلت ضلوعي....
خشية قلبي يطير من صدري...
ورحت أترنح سكرانًا.... من ثملي بك ومن سكري..
وهيمانا ونشوانًا.... بلا حصف ولا وقرٍ..
__
وتخيلتُ، كيف سأستقبل يديك، إذا امتدّت...
وكيف سأطفئ من قلبي النار إذا إشتدت..
وإن مادت... دقات قلبي، واعتدّت...
وإن عادت.. روحي عن لقياك وارتدّت..
___
بربك...
ماذا سأفعل بالثواني إذا عدْت؟
وشفاه فمي عن شفاهك، وقد ندت..
ومصير عيوني على عيونك، إن هدّت..
___
وتوكلتُ.. ومشيتُ.. ورجلاي لا تقوى على حملي..
وخشيت.. ان أسقط مغشيا، بلا حولٍ...
وحروفي أخذت تولول من حولي..
تشدُّ من خُللي...
وتحدُْ من زُللي..
تريد أن ينطفئ غُللي..
وتنكفئ عِللي...
ويختفي من عيوني الصّيب بالهُطلٍ..
وكان أقصى أملي..
أن أراكِ، وأرى بهاكِ، ولو على عجلِ..
وبعدها فليكن هلاكي، ونهاية أجلي.
__
ورحتُ أنطُّ.... كوجل طير من الحجلٍ..
ومشيت أخطُّ... كهجل ستر من الخجلِ.
وتخيلت أني أغطُْ.... بشهد من العسلِ...
من بهاك، ومن لماك، وألقي من قِبلي... قُبلي..
وتقدمت شفتاي من شفتيك بالشوق والجذلِ...
___
ووصلتُ لمكان موعدنا.. وأنت لم تصلي...!
ومرت ساعات تفوت..... ولم تأتي...
والوقت يموت.... مع الوقتٍ..
والثواني تابوت سكوت.. من الموتِ...
ويا حسرتي...
فأنا.. كاظمٌ صوتي...
ومتعاظم صمتي..
وناظم كبتي..
__
صحيح أنك حبببتي.
إن جئتِ وإن خبتِ..
وأنتِ...
ستبقي كما كنتِ...
ولحد الآن ما زلتِ..
بقلبي...
كما الجهد بالفولتِ..
والماء المدرار للنبتِ..
وها أنا أنتظر بختي.
بقراءة الرمل والجبتِ...
__
وما زلت أعيش الآن في مقتي..
منغرزا كما النبتِ...
متأرجحًا بين رحى الإغلاق والكبتِ...
خائفًا أن يقذفني قدري من أعلاي الى تحتي..
__
فيا سيدتي...
فبعد تباعدنا.. لقد حان الوقت أن تأتي..
فما بالك. لحد الآن ما جئتِ...
بل خبتٍ!!
فهل لموعدنا رحت به خنتٍ؟
____
عفوًا.. عفوًا...
فيا حسرتي ويا ويلتي..
لقد تذكرتُ تواً.. فما نسيتِ أنتِ...
لقد نسي سبتنا الموعود، أن ياتي...
وقيل بخبر عاجل.. بأنه قد أُُفتي...
بأن الأسبوع صار ستة بلا سبتِ...
تضامنًا معك.. من حضرة المفتي..
__
نظير راجي الحاج
تعليقات
إرسال تعليق