حديث القلب // بقلم الهادي خليفة الصويعي

 حديث القلب

هل لقينا الغي..وواجهنا الويل؟!..

يقول الحق سبحانه وتعالى( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا)..ويقول جل جلاله( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون)..

والغي والويل هما كلمتان لهما معنى متقارب في اللغة فالغي يقترب من التيه والضياع ..والويل يقترب من الهم والثبور والعقاب الشديد

وحالنا اليوم كمسلمين لا يبتعد كثيرا عن التيه والضياع والهموم وحياتنا عبارة عن عقاب متواصل كأفراد او كأمة إلا من رحم ربي..

فتعالوا بنا ننظر في صلاتنا لنعرف السبب، وإذا عرف السبب بطل العجب..

أغلبنا يسهى عن الصلاة..

وأغلبنا يأتيها متكاسل..

وأغلبنا يتحجج بالتقصير فينقرها نقر..

وأغلبنا يقرأ الفاتحة والسورة بسرعة تنافس سرعة الصوت والبعض أراه  يركع قبل ان أصل في قرآتي الى أية ..مالك يوم الدين..بفاتحة الكتاب

وأغلبنا قرآتنا لكلام الله لا تتجاوز أطراف اللسان فلا تدبر ولا تأمل ..

وأغلبنا يتجمل ويتزين للقاء فلان بن علان وينتقي الملابس للمناسبة الفلانية ولا يهتم لمقابلة العزيز الجبار فهو يأتيه بملابس النوم وبرائحة عرقه ودون تطيب..

وأغلبنا يمر امام المسجد وداعي الصلاة ينادي حي على الصلاة ولا يجيب..

والكثيرون يؤمون الناس وهم يعرفون ان شروط الإمامة لا تنطبق عليهم ومتأكدون أن هناك من بين المأمومين من هو أقدر منهم ويصرون على تقدم الصفوف..وإذا دعي أحدهم للتقدم للسيوف مؤكد أنه سيخنس ويولي الأدبار فرارا من الموت..

وأغلبنا يأتي الى الصلاة ليرتاح منها وليس ليرتاح بها..

وأغلبنا يصلي وفكره يتجول هنا وهناك لدرجة أنه لا يعرف كم ركعة صلى..

وأغلبنا لا يتدبر القرآن وكأن على القلوب أقفال وبالأذان وقر فالقلوب ساهية لاهية..

وأغلبنا لا يردد الإقامة ولا يستفتح بالدعاء في الصلاة..

والكثيرون منا لا يرددون ما يقوله المؤذن ولا يطلبون الوسيلة والمقام المحمود لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام..

والكثيرون منا ما ان يسلم حتى يقوم فزعا وكأنه كان جالسا على جمر فلا يعقب ولا يسبح ولا يبتهل..

هذا الوضع الذي نحن عليه مالم نغيره ونأتي الى الصلاة ونحن نأتي الى موعد مع من يحبه القلب ويعشقه فلا ينشغل عن محبوبه بشيء غيره..

ومالم نطمئن في صلاتنا ونتدبر في مانقرأ فيها من الأيات والذكر الحكيم..

ومالم نتم قيامها وركوعها وسجودها وجلوسها..

ومالم نرتاح بها فلن ينصلح حالنا وسنبقى في الغي والويل في الدنيا حتى تأتينا الساعة بغتة وحينها لن ينفعنا ندم.

والله المستعان.

         الهادي خليفة الصويعي/ ليبيا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نجواى أنت // بقلم الشاعر رحب كومى

رثاء شاعر الوطن // بقلم أ. سامية البابا

بعض أسماء وصفات النساء عند العرب // بقلم محمد جعيجع