وتسدُّ حاجةَ جوعها // بقلم حسين جبارة
وتسدُّ حاجةَ جوعها
يا غابةً فيها الوحوشُ قنوعةٌ!
تصطادُ تأكلُ وجبةً
وتسدُّ حاجةَ جوعها
للنَّومِ تخلدُ في هدوءِ الشّاكرِ
لا تحملُ القلقَ المُساوِرَ قادمًا
يأتي غدٌ بالرِّزقِ يبسطُ وافرًا
كلٌّ ينالُ نصيبَهُ من غيرِ قطعِ الدّابرِ
جَشَعُ الضَّواري لا يُكدِّسُ زادهُ من قلَّةٍ
هو لا يُؤَمِّنُ لقمةً ومصالحًا بخزينةٍ
لا يرسمُ الخططَ اللَّئيمةَ كي يُبيدَ جماعةً
ويُزيلَ جنسًا من على وجهِ البسيطةِ
عامدًا متعَمِّدًا
بالسَّيفِ يقضي باحتكارِ مَصادرِ
الوحشُ يشبعُ من طريدةِ جولةٍ
لا يحكمُ الكونَ الرَّحيبَ بسوطهِ
متسلِّطًا ومناورًا متآمرًا
ما كانَ حينًا للمبادئِ خائنًا
للسِّلمِ يدعو في نوايا الفاجرِ
يا غابةً فيها الورى تحيا بمنطقِ طامعٍ!
فيها القويُّ مسيطرٌ متجبِّرٌ
بلسانهِ يحكي السِّياسةَ مؤنسًا
واللَّحمَ ينهشُ في براثنِ كاسرِ
هذا القويُّ مُعلِّمٌ ومُفكِّرٌ ومحاضِرٌ متنوِّرٌ
متحضِّرٌ
قِيَمًا يُصدِّرُ في خطابِ مُمثِّلٍ
بالموتِ يحكمُ في قنابلِ قاصفٍ
يُردي جُموعًا بالسِّلاحِ النادرِ
يا غابةً فيها الجوارحُ لا تُجرِّحُ بعضَها!
النوعَ تحمي والقطيعَ وزمرةً
وتوزّعُ الوَجباتِ فيما بينها
كُلًا تُصيبُ
كما يُصيبُ القطرُ كلًّا من سحابٍ ماطرِ
الإنسُ شيطانٌ يعيشُ لِبِطْنَةٍ
يُفني الطَّريحَ مُقتِّلًا ومُذبِّحًا
ينهي وجودًا للمغايرِ بالَّلظى
وهو الوحيدُ مُشتِّتًا ومُشرِّدًا
ومُنصِّبًا للذّاتِ سيِّدَ كوكبٍ
يُرضي العبيدَ مُروِّضًا بالباترِ
في الأرضِ يشمخُ قيصرًا
وهمُ الأصاغرُ في مقامِ القاصرِ
آذار 2019
حسين جبارة
تعليقات
إرسال تعليق