ما زالت بالذاكرة // بقلم نظير راجي الحاج
ما زالت بالذاكرة
____________________________________________
ما بال قلبها يحييني تارة، ويميتني تارات..
كأن بين قلبي وقلبها صراعات وثارات!
ليت المنادي يبشرني فرحا.. حبيبك آت...
ومع أني تشبثت بها بكل شراسة.
مثل تشبث أهل السياسة..
لكرسي الرئاسة..
لكنها راحت تمر بحذائي..
ناديتها.. فتجاهلت ندائي..
حاول أن يتبعها حذائي..
أبى إبائي.
لحقها بيتنا،صعب عليه بكائي.
اوووه.. ويحها كأنها خلقت من زهور..
فما أن راحت تبتعد وبالشوارع تدور..
حتى كسدت محلات بيع العطور!
ألا يوجد من يحيل..
من دماغها فكرة الرحيل
ويرحم فؤادي الذليل
وجسدي النحيل العليل؟
كل من بالحارة بكى علي، إلا بائع المناديل..
لكنها رحلت، وأسرعت الخطى...
مثل طير القطا....
وراحت تتسارع خفقات قلبي
حتى تحول إلى طائر
وراح يتبعها..
واحتفظتُ بدمعي وصمتي.
لكني أصرخ الآن بأعلى صوتي.
اقترب موتي.. اقترب موتي.
اوصيكم:_عند موتي.. لا تهيلوا التراب علي، لعلها تأتي..
لعلها تأتي!
صرخت :_حبيبتي.. أين ستذهبي؟
كل شباب الحارة، راحوا يشيرون إلى القمر!
آه..
كم هي عالية أسوارك حبي..
وكم قصير القامة قلبي..
لم تنتظر عربات قطار عمري..
وهي تحمل حقائب حزني..
لانتظار محطتي الاخيرة.
فهرولت ألاحقك، فسقطت على الطريق..
سمعت المحقق يشرح لجمهرة الناس:_
لم ينتحر الرجل...
لكن دهسه قطار الحزن، وهو يعبر الطريق إلى الذكريات!
_____
هلوسات
نظير راجي الحاج..
تعليقات
إرسال تعليق