وأمّا الكادحونَ فهمْ عُراةٌ // بقلم محمد الدبلي الفاطمي

 وأمّا الكادحونَ فهمْ عُراةٌ

سأصرخُ غاضباً بلهيبِ شعْري***لأنّي ما استطعتُ قَبولَ قـــــــهْري

ومِــــــعولُ أحْرُفي قلمٌ رفيقٌ***بيانُه راعَني فاجْتاحَ صـــــــــــدْري

يــدلّلُ بالتّفــــــــــكّرِ كُلّ وعرٍ***ويخْترقُ الصّعابَ بنورِ فكْـــــــري

سألتُهُ فاسْتجابَ وجاءَ ركضاً***وكانَ على الدّوامِ يُطـيعُ أمْـــــــري

يراعي مدّني بالشّعرِ سِحْراً***فأسْقطَ أدْمُعي وأضاءَ عصْـــــــري

////

يُحاصرني النّواطرَُ في بلادي***لأنّي قد هَجمْتُ على الفـــــــــساد

وأسلحتي حروفٌ جاء فيها***بيانٌ يستــــــــــــعينُ به انتـــــــقادي

أصوغُ من المعاني كلّ معنىً***به الأشعارُ تكْـــــشفُ عن مُرادي

عزمتُ على مُناهضةِ التّدنّي***وليـــــسَ بِــحَـــــوْزتي إلاّ مـدادي

وما حظري منَ النّشر ابتكارٌ***فحِـــــــبري قد تســـــلّحَ بالرّشـــادِ

////

أساء لنا التّلاعبُ في الحسابِ***وأبْعَدنا الفـــسادُ عنِ الصّـــــوابِ

فحُوِّلت المحاكمُ في بلادي***إلى ســـــوقٍ يُتاجرُ في العــــــــقابٍ

وَرُخّصَ للملاهي دونَ قيْدٍ***وَوُزّعَتٍ النّـــــــــعاجُ عــــلى الذّئابِ

وأمّا الكادحون فهمْ عراةٌ***يُعامَلُ جُـــــــــــلّهمْ مثـــلَ الكـــــــلابِ

وما جنْيُ التّحرّرِ مُستحيلٌ***إذا الإنسانُ دقّقَ في الحــــــــــــسابِ

////

بكينا في الصّباحِ وفي المساءِ***وكِدْنا أنْ نمــــــــــوتَ منَ البكـاءِ

تســلّطَ في بلادي كلّ باغٍ***تسلّلَ في الصّــــــــفوفِ مـــنَ الوراءِ

وهذا أخَّرَ التّفـــــكيرَ فينا***وزادِ مِنَ التّـــــــوغّلِ في الغـــــــــباءِ

كأنّ خضوعنا قدرٌ وفرضٌ***وطبْعٌ قدْ ترسّـــــــخَ بالبــــــــــــغاءِ

وداءُ الخوْفِ عطّلَ كُلَّ شيئٍ***وأجْبرَنا على حَمْلِ الـــــــــــــبلاءِ

////

إذا ناضلْتَ في وسطِ الرّجالِ***فأنتَ مواطنٌ شهْمُ الخـــــــــصالِ

وما أحَدٌ سَـــتتْركُهُ المنايا***بلِ الدّنيا ستذهبُ للــــــــــــــــــزّوالِ

يمُرّ بها العبادُ مُرورَ طَيْفٍ***يكونُ وداعهُمْ خـــلعَ النّـــــــــــعـالِ

كبَيْتٍ كُلُّ زائرهِ سيمْضي***كما رحلَ الجدودُ منَ الخـــــــــوالي

ومنْ لمْ يتّعظْ بالموْتِ أضْحى***أسيرَ الشّرّ مُتّسِخَ الفـــــــــــعالِ

////

أصرّ المعتدونَ على القرارِ***وقدْ رفضوا المزيدَ منَ الــــــحوارِ

يريدونَ التّسلّطَ والتّعامي***لقمْعِ النّاسِ في وســـــــطِ النّهـــــــارِ

وهذا دَيْدَنُ الأوغادِ فـــينا***يُمارسُهُ الكبارُ على الصّـــــــــــــغارِ

ألم تر كيف أصبحنا شعوباً***تُرَوّض بالتّسلّطِ والحِــــــــــصارِ؟

نُحمْحِمُ للشّـــعيرِ متى نراهُ***ونرْفضُ أن نثورَ على القــــــــرارِ

محمد الدبلي الفاطمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نجواى أنت // بقلم الشاعر رحب كومى

رثاء شاعر الوطن // بقلم أ. سامية البابا

بعض أسماء وصفات النساء عند العرب // بقلم محمد جعيجع