التعويذة // بقلم محمد موفق العبيدي

التعويذة


قبل أن يشنق نفسه

تركَ ورقة نقدية

تكفي لشراء أربعة أرغفة

أم وثلاث بنات

يعمل أجيراً كالعبد يُشترى ويباع

أجرة اليوم لا تسد ثورة الجياع

يعوّض باقي الجوع بالوعود

تراكمت عليه الوعود

لم يعد هناك من يشتريه

يرفض الشوارع وترفضه

عدّته البسيطة تغفو على كتفه

كامرة الاعلام تدور في المكان

تصورهم تستجدي بهم سبقاً للقناة

حديثه الدموع وحقه المهضوم أن لا يجوع

الأمراض تتسلى به كل يوم

البنات يكبرن بصعوبة

الراحمون يرحمونه بكسوة رجل ميت

مقاسات السرابيل لا تهم

نسيها منذ زمن الجوع

ظل يدور ويدور في مدينته القاسية

لا عمل، لا عمل، لا عمل

هزمته نفسه وصارت صاحبة القرار

جلس يستجدي والناس لا هية

كل ما جمع ثمن ثمانية أرغفة

عاد للجياع ليلاً

ترك عند رأس كل منهم رغيفاً

أخذ حبل غسيلهم

نصب مشنقته على أغصان شجرة مشؤمة

دفعته الهزيمة من الشجرة

تعلق كتعويذة للموت في زمن الجوع.


محمد موفق العبيدي

العراق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نجواى أنت // بقلم الشاعر رحب كومى

رثاء شاعر الوطن // بقلم أ. سامية البابا

بعض أسماء وصفات النساء عند العرب // بقلم محمد جعيجع