بعد السبعين // بقلم الدكتور شفيق ربابعه

 بعد السبعين

على ربّ البريّة إعتمادي // وفي القرآن منهاجٌ ريادي

إلى ربِّ الوجود وَكلْتُ أمري // وكلّ الخير من ربّ العبادِ

إليكَ أخي نصائحَ مع وصايا // تمعّنْ في الجميع بلا عِناد

وطِبْ نفساً بعيشٍ فيه نشقى // وإنّ العيشَ جدٌ باجتهاد

وحاذرْ أنْ تُدخّنَ أو تُعاقرْ // كؤوسَ الخمرِ في حال ارتداد

ففي التدخينِ أضرارٌ جِسامٌ // وشربُ الخمْر يُذِهِبُ بالرَشادِ

وفي التدخين إيذاءٌ لصَدرٍ // وللرئتين يُنذرُ بانسداد

أرى الأطفال للتدخين مالوا // عليكَ بنصحهم، أمل البلاد

فأنتَ الراعي، كن دوما حليماً // ووجّهْ من تعولُ بلا تمادي

تمهّلْ باختياركَ للصديقِ // ذوي الأخلاقِ صاحبْ بالوداد

ذوو الإيمان في الدُنيا خَيارٌ // وأهلُ الصدقِ حاذرْ أنْ تُعادي

وبرُّ الوالدين به نجاةٌ // وفي الدارينِ منجىً باعتقادي

وجارُكَ للرعاية مُسْتحّقٌ // وجارُ الجارِ أحسِنْ بالوِفادِ

تخيّرْ في الزواج ذوات هديٍ // وذي الإيمان والرأي السِداد

ولا تغترّ في الأزياءِ دوماً // وفي المكياجِ غُشٌّ للسَوادِ

وفي المكياج مضْيعةٌ لِمالٍ // وفيه خديعةٌ جَرَحَتْ فؤادي

وقد يُخْفي التمكْيجُ بعضَ ثلْمٍ // ويُكْشَفُ أمرُه يوم الحِداد

ولا تأتِ المُخدّرَ واجْتَنبْهُ // وفي الترويج جُرمٌ من مُعادي

ولا تأتِ الفواحِشَ طولَ عُمْرٍ// وكنْ للخير دوما بالريادي

وجاهِرْ في محاربة المُرابي // وحربُ الله في القرآن بادي

ولا تأتِ النفاقَ بأيِّ أمرٍ // وكنْ شفّافَ مع بِيض الأيادي

تجنّبْ أنْ تُمالي في حديثٍ // فقول الحقِّ دوماً بالمُرادِ

وملهاةُ الشعوبِ بدتْ كُراتٌ // ومنها الفقرُ معْ شُحٍّ بِزادِ

فلا تأتِ الملاعبَ واجْتَنِبْها // بها الأوقاتُ تُقْتَلُ بازديادِ

مُوازنةُ الملاعب أرْهقتْنا // فكم بليونُ يُنْفَقُ في الطِرادِ

وكم في المونْدِيالِ يضيعُ مالٌ // وكم بليونُ ضاعَ بلا عِدادِ

بِكمْ تجهيزُ ميدان الكُرات؟ // وبالآلاف تُحصى في البلادِ

ولا تغتبْ بعيشِكَ أيَّ فرْدٍ // ولا تأتِ النميمةَ أو تُبادي

ولا تنسَ الفرائضَ كلّ وقتٍ // ولا تأخيرَ إنْ نادى المُنادي

وفي الطاعاتِ كنْ دوماً مثالاً // لفعلِ الخيرِ مشدود الركابِ

نوادي الليلِ لا تأتي بتاتاً // ولا دُورَ الملاهي بانقيادِ

هي الأيامُ تمضي مُسْرعاتٍ // كما الآجالُ تأتي بالمَعاد

وأهلُ الفنّ معْ عزْفٍ تُغنّوا // يطولُ العزفُ والغِرّيدُ شادي

ويغفو البعضُ من وَلَهٍ سُكارى // لِتُمْسي الحالُ في بؤسٍ شِدادِ

وحفلات الغِناء بها فسادٌ // وعُرْيٌ يتلو من نادٍ لنادي

وفي الصالات لهوٌ وانشراحٌ // ويبدو لا حياة لمن تُنادي

فلا تأبه بلهوٍ فيه فسقٌ // ولا يغويكَ ما يجري قُصادي

فساءَ الاقتصاد وحلَّ فقرٌ // وزادَ الانحراف بذي البوادي

تفكّرْ بعد أيامٍ ستغدو // ولنْ يبقى بهذا العيشِ حادي

إلهُ الكون أنت بنا رحيمٌ // وهديُ محمّدٍ للناس هادي

لِتُلْهِمَ كلّ من ملكوا زماماً // دروبَ الخيرِ لا سُبُل الفسادِ

أرى الأقصى يُعاني كلّ يومٍ // يُنادي أمّتي هلْ من مِداد؟

وضاعَ السيفُ والصاروخ مِنّا // وما عادتْ يديّ على الزِنادِ

تأكَدْ أنّ في التطبيعِ ذلاً // كبيعِ القدسِ في حال المزادِ

تسلّحْ بالعلوم بكلّ صوبٍ // وسابقْ للفضائل باحْتِداد

ولاحظْ أنّ في المنهاج غُبْناً // شوائبُ أُدْخِلتْ زَمنَ الرُقادِ

وحاذِرْ أن تكونَ على ضَلالٍ // وقاومْ من يسيءُ إلى المَبادي

فلا سيداوُ تُقْبَلُ أو تُنسّي // ولا المِثْليُّ َبالشخْصِ القيادي

وفكّرْ في الحياةِ وما اعتراها // هيَ الآفاتُ منْ غزوِ الأعادي

تمسّكْ ما حييتَ بشرعِ ربٍّ // وحاذرْ أنْ تكونَ على الحِيادِ

_ _ _ _ _

الدكتور شفيق ربابعه   الدكتور شفيق ربابعه


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نجواى أنت // بقلم الشاعر رحب كومى

رثاء شاعر الوطن // بقلم أ. سامية البابا

بعض أسماء وصفات النساء عند العرب // بقلم محمد جعيجع