رحيل // بقلم سليمان شاهين / أبو إياس/
................ رَحِيل ................
سافرَ حبيبُها بَحثاً عن لقمةِ العيش وبقيتْ تتذكرُ ماضيهما بِحزن كبير .
مِنْ هنا أَقْلَعَ بِالإلْفِ ، ورَاحْ
ذلكَ الفُلْكُ بِذَيَّاكَ الصَّباحْ
لم يكنْ يدري بما خَلَّفَ لِي
مِنْ شُجونٍ في فؤادي وجِراحْ
عافَ قلْبي بِلهيبٍ يَكْتَوِي
و جفوني لِبُكاءٍ و نُواحْ
هاهُنا سَلَّ يَديهِ مِنْ يَدي
فسَلاني فَرَحٌ كانَ مُتاحْ
أيُّها المَركبُ مُذْ رُحْتَ بِهِ
راحتِ الأفراحُ أدراجَ الرِّياحْ
صارَ هذاالشَّطُّ -مُذُغادرني-
لي مَزاراً في غُدُوٍّ ورَوَاحْ
فإذا قِيلَ دَعي الشَّطَّ و عِي
قُلتُ في سِرِّي وجَهري لابَرَاحْ
راحتي فيه وأُنْسِي،ليس لي
غيرهُ يَمْنَحُ لِلصَّدرِ انشراحْ
كلَّما أبصرَّ جَفْني مَركباً
أَعِدُ النَّفسَ بِإقبالِ الفَلاحْ
فإذا أرسَى و لمْ يُقْبلْ بهِ
زِدتُ إحباطاً وضِيقاً ورَزَاحْ
آهِ يا شَطُّ ، ألا تذكرُنا
مِثلَ عصفورينِ خَطْواًوصُداحْ
أَسْرِ بي يا بحرُ ليلاً نحوَهُ
وارْمِنِي في قُربهِ ذاتَ صَباحْ
واشْفِ منْ وَجْدٍفؤادي فَلَقَدْ
هَدَّني شَوقٌ وأَعياني الْتِياحْ
ليتَهُ قُربي ، و لَيتي قُربَهُ
ولْيَكُ الشَّوكُ لَدَينا كالأقاحْ
ليتَهُ ظلَّ ولمْ يرحلْ و لَو
أنَّني عِشْتُ على الماءالقَرَاحْ
لا أذاقَ اللهُ أنثى مِثلما
ذُقْتُ من شوقٍ وفقدانِ ارتِياحْ
....................
سليمان شاهين / أبو إياس/
تعليقات
إرسال تعليق