لايليق...// بقلم ابوشيماء كركوك
لايليق...
ابوشيماء كركوك
تتصارع الأفكار والهواجس في ساحة النعاس ،وتجعله يولي هاربا
يتركني أترنم بأغان حزينة ،تجعل ينابيع الدموع ساحتها بلا حواجز
تدخل أمي الى الغرفة على غير موعدها ،
كأن قلبها رأني أتوسل بالنوم ،
حاولت دفن الدموع ولكن يداها ذات العطر الملائكي تعرف جروحي
مسحتها ومسكتني من خدي بأصابعها الضعيفة لترسم شيئا من البسمة
- نم وضع امنيتك بيد الله
دفعتني الى الفراش ووضعت الغطاء على جسدي وطبعت قبلة على خدي كما كانت تفعل وأنا صغير
ياليتني كنت صغيرا أقفز بحضنك، وأتسلق الى ظهرك ،وأضع خدي قرب فمك كي أحضى بقبلة طويلة تجعل قلبي سعيدا.
وأبقى صغيرا ولاأرى ( نجاة) ..
كأن أحجار جبل حط على رأسي ،حاولت يداها الضعيفتان أن تكسر الأحجار ،لكنها باءت بالهزيمة.
اسيقظت متأخرا وأجد صعوبة فتح أجفاني ،وأفتح الشبابيك ،تعلمتها من ( نجاة)
وأرى قدوم كتل الشمس تدفع القمر القابع أمام غرفتي
وأتساءل
ماذا جرى له ،أحط الحزن عليه ،فارق محبا ،أم ربما يريد أن يكلمني
تذكرت ربما رسالة اشتياق منها أودعتها في غفلة من الناس كي يكون سرا بيننا من قلبها الذي سافر بعيدا
كم توسلت ركب سفينتها ،توسلت بالقبطان والعمال وصاحب السفينة ،
ولكن سارت على أمواج سريعة وتركوني أفرك اصابعي وقلبي الذي ارى مسكنها مهجورا
صوت أمي
- تأخرت بني عن العمل
- ببركة دعائكِ أصل
أغرق في نهر ذكرياتها كلما تهب نسائم الهواء.
كانت تفتح الشبابيك في أول مرسال من تسابيح ضياء الشمس وتجعل الهواء الممزوج بالنور وعطرها يعانق كل صفحات الكتب المنسقة على المكتبة
تناديها أمي
- نجاة ..اغلقي الشبابيك ،أخاف على ولدي علي
لو تعلمين كم عشقه تملكني ،توؤم ل روحي بين جنبي ، ك عيني التي ترى الأحبة
ك الفراشة التي تسير الى أحضان الأزهار
ك الطفل الذي يبكي على رشف شيء من ثدي أمه ثم يغفو بين يديها التي تضعه في فراشه وهو يبتسم
هل تعرفين ياعمتي أنساني كل الدنيا ، وأنسى الذهاب الى بيت أهلي الا بعد أن يذكرني
صورتك يانجاة معلقة أمام فراشي أحضنها وأبكي
ك بكاء أمي على أخي الراحل ،كنا نبكي معها حتى تبتل ملابسنا
ورثت البكاء عليكي من أمي
أدخل الى المعمل متأخرا ،واجد كلمة مرحبا من صوت صاحب العمل
يعرف حرصي وصدقي في صناعة الاثاث ويبيعها بثمن جميل
بعدما أسرعت في صناعة القطع التي طلبها وتأخرت في اكمال الكثير بعد رحيل العمال
اختلست فرصة بعد رحيلي من المعمل بسيارتي القديمة
التي أخذتني اليها
ماهكذا يانجاة أسمتك أمك كي تكوني ناجية ترفعين الأحبة من الوقوع
وها أنا ذا غرقت في جب بحر مظلم حزين
وأتلمس أنفاسك التي تنقذني
ولاجدوى من الاختناق وشرب كؤوس الألم
أهوى الحرير تحت آثار خطواتك ،والهدهد يعرفكِ الطريق ويكون خادما لكِ
وأنا العاشق ل بسمات عينيك ،اجعليني أتعلق ب رموشها ،
آمنتان تعرف العزف لدقات قلبي التي تهوى عناقها في كل نفس
أعود الى البيت والظلام وجد مكانه على بيتنا ،ولكن أمي
تحضنني وتقول:
- زرتها ياعلي
انفجر بالبكاء وتبكي معي
- وماهذا بيدك ياعلي
وأمواج البكاء تعلو
- تراب من قبرها.
ابوشيماء كركوك.
تعليقات
إرسال تعليق