ذهب الشَّباب // بقلم سليمان شاهين /أبو إياس/
............ ذهب الشَّباب ............
تأمّلْ هل ترى شيئاً يطيبُ
لَدَيكَ ويستَقرُّ و لا يغيبُ
هيَ الأشياء تُقبلُ ثمَّ تمضي
أليسَ لكلِّ شارقةٍ غروبُ
فما يدنو لَعَمْري سوفَ ينأى
وما هذا على الدُّنيا غريبُ
إلى أجلٍ مُسَمًّى كُلُّ آتٍ
يظلُّ وبعد ذلكمُ يؤوبُ
فهذي سُنَّةٌ لا شكَّ فيها
وما منها انعتاقٌ أو هروبُ
عجيبٌ أمرُ مَنْ يرجو بقاءً
لِحالٍ يحتفي فيها عجيبُ
بكى زمنَ الشبابِ النّاسُ قبلي
فما أغنى البُكاءُ ولا النّحيبُ
وقد ذهب الشّبابُ وما تبقَّى
بِكفِّي عنه من أثَرٍ ينوبُ
فما قد فاتَ ماتَ وليس يُرجَى
رجوعٌ لِلذي سَلَبتْ شَعُوبُ
شبابي فاتَنِي وغَلا بِنَأْيٍ
وما عندي به أملٌ خصيبُ
هتفتُ به ولكن لم يُجِبْني
فهل أرجو الذي لايستجيبُ
فما أنا بالذي يبكي شباباً
علمتُ بأنهُ يوماً يذوبُ
ولا أَبْكِي الذي يوماً جفاني
كما تجفوكَ غانيةٌ لَعُوبُ
ألفتُ الشَّيبَ مُذْ ولَّى شبابي
ورَحَّبَ بي وقَرَّبَني المَشيبُ
شقيتُ مع الشّبابِ وقد دعاني
مَشبي لِلقعودِ ولا حسيبُ
و لِي ثقةٌ برحمةِ مَن بَرَاني
وعفوٍ منهُ أن تفنى الذنوبُ
إذا غُفرتْ ذنوبُ المرءِ هانتْ
بدنياهُ الشّدائدُ والخطوبُ
.....................
سليمان شاهين /أبو إياس/
تعليقات
إرسال تعليق