لماذا تتجاهلينْ ؟ // بقلم شاعر الأملْ حسن رمضان
لماذا تتجاهلينْ ؟
***
أعرفُ بأنّكِ لستِ غبيّة
تفهمينَ الأشياءَ بسرعةٍ
وذكيّة
أعرفُ بأنكِ امرأةٌ شقية
وبين شفتيكِ حِمَمٌ بركانيّة
أعرفُ بأنكِ ثائرةٌ
مُحتلَّةٌ بالإكراهْ
وتنشُدينَ الحرّيّة
إني فتحتُ كُوَّةً في الجدارْ
أمَا رأيتِ النهارْ ؟
لماذا تتجاهلينْ ؟
لماذا تتردّدينْ ؟
ماذا تنتظرينْ ؟
لم يبقَ من الوقتِ إلاّ قليلا
قد يمشي القطارُ
ويطولُ الإنتظارُ
ويصبحُ اللقاءُ أمراً مُستحيلا
فلا قيمةَ للإبتسامةِ أمامَ آلةِ التصويرْ
ولا قيمةَ للسعادةِ أمام الصغيرِ والكبيرْ
رُبَّ ميِّتٍ على وجههِ إبتسامة
ورُبَّ مُعذَّبٍ على وجهِهِ سعادةٌ مُستدامة
إنّي أعرفُ الدواخِلَ
وأُتقِنُ فنَّ التظهيرْ
أنا لستُ أميراً غبيّاً
بيدي مفاتيحُ الأنفُسِ
فلا تُتعبي نفسَكِ
أعرفُ أكثرَ ممّا لا تعرفينْ
ليتكِ تقرّرينْ
إقتحمي الخوفَ
ولكِ يا سيدتي ما تتمنّينْ
ستلعبُ الطفلةُ كما تشاءْ
سيتغيّرُ وجهُ المساءْ
سيذهبُ العطشُ
وتحصلينَ على الماءْ
سيختفي الجوعُ
وتحصلينِ على الغِذاءْ
ستنامينَ هانئةً لأولِ مرّة
ستشعرينَ بأنكِ حُرّةٌ لأول مرّة
ستُغنّينَ الغرامَ لأول مرّة
ستطيرينَ لأول مرّة
وسترينَ الدنيا الجميلةَ لأول مرّة
ماذا تنتظرينْ ؟
لو تخلّى البحرُ عن الموجِ ماتْ
لو صدَّ الترابُ المطرَ ماتْ
لو أطفأ المؤنثُ نارَهُ ماتْ
أتنمو الأزهارُ بماء النارْ ؟
أتُثمرُ الأشجارُ بالفأسِ والمنشارْ ؟
فلا تخافي من الآتي
غداً تمشينَ على سطح الماءِ
عروسةَ بحرٍ
يحرسكِ الموجُ
وتصنعُ لكِ قصائدي عِدّةَ الإبحارْ
لا تقلُبي شِفاهَكِ تعجُّباً
لا تأخذكِ الدّهشةُ
هي الصّدفةُ مُرسلتي إليكِ
وأنا بأمرِ عينيكِ
أريدُ المُصافحةَ
مُدّي يديكِ
أريدُ مُداعبةَ الشعرِ المُتدلّي كشلاّلٍ على كتفيكِ
أريدُ ريَّ الورودِ الذّابلةِ على خدّيكِ
أريدُ إعادةَ الحياةِ الى شفتيكِ
وأخيراً
أريدُ إنقاذَ كُلَّ ما لديكِ
ياااااااا سيدتي
الهروبُ من المُقدَّرِ كذبةٌ كبرى
قدرُ القلوبِ أنْ تُحبّْ
أفرجي عن القلبِ السجينْ
لستِ ظالمةً
لستِ مجرمةً
فأنتِ يُنبوعُ الحنينْ
وأنتِ عطرُ الياسَمينْ
فالقلبُ ماردٌ جبّارْ
وأبُ الإنتصارْ
لهُ الغلَبةٌ
ولنا في حضرتِهِ الخضوعُ والإنكسارْ
فما ألذَّ أنْ نُهزمَ
وما أروعَ أنْ نؤسَرَ
فالأسرِ عند القلبِ نكتسبُ شهادة الأحرارْ
كوني حُرّةً
وارْكبي بأمانٍ في قطار العِشقِ
لن يأخذَكِ إلا إلى جنتي القطار
*****
شاعر الأملْ حسن رمضان
تعليقات
إرسال تعليق