لو يطلٌ نصف الحذاء // بقلم الشاعرة زهرة حشاد
لو يطلٌ نصف الحذاء
أحسٌ بنغص البكاء
يتكورٌ في أحشائي
يمتصٌ حشاشتي
يتسلٌل في ذاكرة خطواتي
وأنا ممدٌدة على رائحة البحر
أشتهي فتات سمك
أطهو قهوتي
على مسمع من ضجيج الموج
على همس أصداف متململة
متكسٌرة
متضجٌرة
تقرض بين مد وجزر فاه البحر
وحروفي رماديٌة الخزف
تستحمٌ متخثٌرة على ريش النوارس
تسقط عباءة غربتها
فوق صهيل المزاد المائيٌ
تنفض وسوسة الْلحظات
توقظ في عيون البحر عمق السبات
وحفيدي الزبرجديٌ
يغرق نصف حذائه في صهد الرٌمال
يسير باكيا
يتأوْه بقدم كاسية عارية
يتنفٌس حرارة التراب
يتلمٌس برودة الماء
يرقص منتشيٌا
على وقع نوتات إفريقية
رقصة برٌمائية
يتوقٌف هنيهة
يراقب ظلْه في مرآة مائيْة
ينبش في براءة
أسرار السنين الغيبيٌة
ترى ماذا لو صرت ندٌك يا حفيدي؟
نلملم في أكفٌنا أسراراً وأصدافا
ومن مقل حور البحر أصنافا
ماذا لو تقرؤني يا صغيري بصوتك النديٌ
غمغمة البحر
وتصارع الموج على كبرياء الصخر
ماذا لو تنهمر على كتفي ضفافا ؟
فخشبي المتهشٌم يشتهي الإبحار
يهيٌئ الأسفار
ماذا لو تتحامل الأعوام على جثٌتها
تندمل الأورام في رقعتها
تنقرض كالديناصورات رمٌة الآلام
ماذا عن أحبٌة أشتاقهم ؟
تتوافد سماتهم
تشقٌ عباب البحر
تسكن عمق الزْحام
ماذا يا حفيدي
لو يطلْ نصف الحذاء؟
ونكمل الطٌريق في هندسة الضٌياء
لا ضير يا حفيدي
هات لي عشرة أنامل
بدون طلاء
ونغمة هدهد وشدو بلابل
اهدني على مساحة ثغرك
وطنا فاضلا
لا كالمدينة الفاضلة
ابتسامة ملائكية
تنير أرجائي
سنحلٌق في سفينة فضائبْة
ندٌا للندٌ
أنا برجل حافيٌة
وأنت يا سندبادي
بنصف حذاء
بقلمي الشاعرة زهرة حشاد
تونس في 16أوت 2022
تعليقات
إرسال تعليق