ثقافة القدوة // د . علوى القاضى
.ثقافة القدوة ؛؛؛
. ما أحوجنا وشبابنا اليوم إلى القدوة الحسنة الصالحه السليمه وبالذات فى مرحلة بناء شخصيتهم وفكرهم وعقولهم وعقيدتهم
. والقدوه تبدا منذ نعومة أظفارهم فدائما يكون الأب والأم هم القدوه فهم أول من يؤثروا على تكوين الطفل سليا وإيجابا
. وبعدما تتفتح مداركه يبدأ فى التأثر بأقرانه وهنا تكمن الخطوره إذا كانوا أصدقاء سوء
. وتتطور القدوة وتنتقل الى المشاهير سواء من الفن أو الرياضه
. ونادرا مايكون القدوه من العلماء أو العظماء أو القاده الذين يشهد لهم التاريخ بمجهوداتهم فى بناء المجتمع فكريا وأخلاقيا
. وبالذات مع الإنفتاح الهائل على الثقافات المختلفة من خلال مواقع التواصل الإجتماعى دون وضع معايير تحدد وتنتقى المعروض منها وفرز الغث من الثمين ضمانا لتنقية المجتمعات من الأفكار المنحرفه التى تؤدى الى دمارها وانهيار الدول
. ومن النماذج المشرفه للكفاح والتضحيه والمثابره التى تعتبر نموذجا للقدوه الحسنه فى كل مراحل الحياه حتى النجاح أصبح حليفهم
. سنجد من سيرتهم كيف تربوا وأصبحوا علماء عظام ينحنى لهم التاريخ إحتراما لهم وخجلا منهم
. فى عام 1879 تزوجت ( مبروكة خفاجى ) فلاحة بسيطة من إحدى قُرى محافظة كفر الشيخ ب ( إبراهيم عطا ) فلاح كان يعمل بالأجرة وبسبب ضيق الحال طلقها رغم انها كانت حاملا فى الشهور الأخيرة..
. انتقلت مبروكة مع والدتها وأخيها إلى الإسكندرية وأنجبت ابنها ( علي إبراهيم عطا ) وقررت أن تعمل كل ما بوسعها لتربيته وتعليمه على أحسن وجه..
. كان عندها مائة سبب وسبب لتندب حظها وتبعث بولدها للعمل لتستطيع تربيته لكنها عملت بائعة جبن فى شوارع الاسكندرية وأدخلت ابنها ( عليًّ ) مدرسة رأس التين الأميرية
. وبعد أن حصل على الابتدائية وجاء والده ليأخذه ويوظفه بالشهادة الإبتدائية..
. لكن ( مبروكة ) كان حلمها أكبر بكثير فقامت بتهريبه من سطح بيتها إلى سطح البيت المجاور وهربت به إلى القاهرة وأدخلته المدرسة الخديوية بالقاهره وعملت لدى أسرة السمالوطى لتستطيع أن تنفق على تعليمه..
. تفوق عليٌّ فى دراسته، واستطاع دخول مدرسة الطب عام 1897 وتخرج منها عام 1901
. بعد 15 عام مرض السلطان حسين كامل بالسرطان واحتار الأطباء فى مرضه حتى اقترح عالم البيولوچى الدكتور عثمان غالب على السلطان اسم الدكتور علي إبراهيم
. فاستطاع علاجه وأجرى له جراحة خطيرة و ناجحة فعينه السلطان جراحًا استشاريًّا للحضرة العلية السلطانية وطبيبًا خاصًّا للسلطان ومنحه رتبة البكاوية..
. فى عام 1922 منحه الملك فؤاد الأول رتبة الباشاوية..
. فى عام 1929 تم انتخاب الدكتور على باشا إبراهيم أول عميد مصرى لكلية الطب بجامعة فؤاد الأول..
. ثم أصبح بعدها رئيساً للجامعة
. وفى عام 1940 تم تعيينه وزيرًا للصحة
. وفى نفس العام أسس على باشا إبراهيم نقابة الأطباء وأصبح نقيب الأطباء الأول فى تاريخها..
. وأصبح أيضا عضوا فى البرلمان المصرى
والدته فلاحة أُمّية لا تقرأ ولا تكتب ومُطلقة
. هذه القصة عظيمة بكل المقاييس..قد لا يُرى منها غير تفوق ونبوغ الإبن وننسى تلك المكافحة وراء الكواليس سيدة عظيمة بألف رجل
. هكذا تكون القدوه للامهات والسيدات والشباب
. تحياتى .
. د . علوى القاضى .
تعليقات
إرسال تعليق