بغداد // بقلم محمد جعيجع

 بغداد

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

بغدادُ صِغنا لك الأشعارَ والكُتُبا ...

و نسرِدُ النثرَ أصنافًا عَلَت سُحُبا

بغدادُ يا دُرَّةَ الأعلامِ من أزَلٍ ...

ومنه أعلينا الأحسابَ والنَسَبا

بغدادُ يا قبلَةَ العشَّاقِ من شَغَفٍ ...

كلّ العِدا نرميهِ نَيزَكًا شُهُبا

سَقَوك كأسَ الردى من حنظلٍ حسدًا ...

وعنك أبعدنا الأحزانَ والنُدُبا

مِنَ الفراتِ سَقتنا دجلةٌ عسلًا ...

ومنهما قد سُقينا العلمَ والأدَبا

ما مِن نظيرٍ قد حازَ المُنى أملًا ...

شرقًا وغربًا يُضاهيكِ السنا حَسَبا

وقد تكالَبَ أجناسٌ عليك لذا ...

ونَخوَةً قد نَعيتُ العُجْمَ والعَرَبا

جمالُكِ الشَهدُ والأشجارُ باسقةٌ ...

ماءٌ وظلٌّ ونَخلٌ قد رمى رُطَبا

والعينُ مِن دَعَجٍ كحلاءُ غالبةٌ ...

حتّى ولو كَحَّلنا الرمشَ والهُدُبا

بغدادُ يا شمعَةً تَضوي لنا أملًا ...

فيه الصمودُ احتراقًا خادِمًا أدَبا

يا شُعلَةَ العِلمِ قد ضاءَ الدجى بك مِن ...

ضَيمِ الجهالَةِ ما إن ثارَ وانتَصَبا

بغدادُ يا عشقَ بيروتٍ وقاهِرَةٍ ...

وحُبِّ صنعاءَ والخرطومَ والنَسَبا

هذي دمشقُ وقد أدمى جوانِبَها ...

فرسٌ وعُجْمٌ دَمى الأطفالَ والشِيَبا

وليبيا أشعلوا فيها الوغى ضهدًا ...

من مالِها أضرموا النيرانَ واللَهَبا

والآلُ في اليَمَنِ اشتاقوا إلى صهدٍ ...

مِن حِقدِهِم أشعلوا الأطفالَ والحَطَبا

لك الإلهُ بغدادُ العُلى وجميـ ...

عِ الأرضِ مَن أغرَتِ الأعجامَ والعُرُبا

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد جعيجع من الجزائر ـ 21 جوان 2022