هذه بلادنا // بقلم محمود إدلبي

 هذه بلادنا

هنا يقف إنسان في بلاده

ويقول الحمد لله

وهناك يجلس إنسان آخر في بلاده 

ويقول اللهم رحمتك

وصوت آخر يخرج من بيته 

هاربا من صاروخ لا يعرف مصدره 

ويهمس خافوا ربكم

وصوت لا يخاف الرصاص

 ولكن من الخوف خرج ليقول بأعلى صوته 

هل أنتم بشر

هذه حياة يعيشها الإنسان في بلادي

يعيش الصيف خائفا

ولا يجد حشيشا لينام عليه

تود العين لو ترى السعادة وشكلها وهواها

وبالرغم من البرد 

الذي لا يمكن السيطرة عليه

 لقلة الموارد

تضم الأم طفلها الى قلبها

 وتقول الحمد لله

ينام بردا وهي لا تنام 

فنومها مسجون بالأصوات الغريبة

يود هذا القلب لو يمشي 

الى هناك يصفع من يقلق طفلها

وهي تمتص غضبها بالاستغفار

والرحمة والمغفرة

ومع كل ذلك تبقى غريقة 

بين شمس تأخرت وقمر غاب سريعا

وتمشي في أرجاء البيت لا تبحث عن شيء

تثرثر بصوت خفيف حتى لا توقظ طفلها

هي شاحبة اللون 

قليلة الفرح تبعثرت كل الأشياء في عالمها

تسمع الريح وترى نجمعة في السماء من النافذة

تغمر عالمنا بالعبير الذي في قلبها يُنْبِتُ حب الله

تبتسم لأن الضوء دخل من نافذة بيتها الى قلبها

تحياتي

محمود إدلبي – لبنان

10-06-2022

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نجواى أنت // بقلم الشاعر رحب كومى

رثاء شاعر الوطن // بقلم أ. سامية البابا

بعض أسماء وصفات النساء عند العرب // بقلم محمد جعيجع