ذكريات العيد // بقلم : الكاتب و الشاعر سلمان ابراهيم

 قصة أكتبها الاَن من ذكرياتي بعيد الفطر ومنذ خمسون عام.....

بدأت الوالدة بالتحضير للعيد اخرجت الملابس وأخذت تنتقي وتختار لكل واحد ثيابا بعد اضافة بعض الرقعات اليها ....انا كان نصيبي قميصا وبنطالا من مخلفات اخي الأكبر بعد أن أصبحا قصيرين عليه....ألبستني وأخذت تمسح عليهما وتقول اصبحت فرخ محامي ...

طار عقلي من الفرح لا لأن الثياب جميلة وانما لأني شعرت بالرجولة حين كبرت سنة وأصبح بامكاني أن أفعل ماكان يفعله أخي كالنظر الى البنات حين كنت أراقبه ...

حدث وان جاءنا قريب لوالدي واراد أن يعطينا عيدية العيدوأخذ يناول كل واحد ليرة وكوني أكبر مجموعتي من الأطفال رفضت أخذها بحجة أنني لست محتاجا ولا أخذ الا من اهلي وحاول جاهدا وانا ارفض فتركني وأكمل التوزيع الى اخرهم وجلس مع والدي .....انتظرت ربما سيناديني مرة اخرى ويعطيني أكثر منهم لاني كبيرهم وهو قريب أبي لكنه نسي الأمر ....اصبحت أقترب منه وأفعل بعض الحركات لألفت نظره ويناديني ثانية لكن دون جدوى.....هنا تسلل الندم الى أعماقي ...عشت في صراع داخلي ..ليته يناديني ويعطيني حتى لو الليرة فقط ..منهمك بحديثه هو...اقول هل اطلبها منه أنا.. وعزة نفسي وكبريائي هل تسمح لي بذلك ؟؟؟ جلست قريبا منه واضعا راحتيَّ على خدي وانظر اليه عيني بعينه وهو يشيح نظره عني الى أن قام وودع أبي ورحل ....الغصة في حلقي.....الدمعة في عيني ...ولا أحد يحس أويشعر بي....ومن ذلك اليوم وأنا عزة نفسي وكبريائي لايسمحان لي بقبول الذل من أحد....لأني أجتزت التجربة الأولى في حياتي ...(لكن الحكي بيناتنا مازلت نادم على تلك الليرة اللعينة)

بقلم : الكاتب و الشاعر سلمان ابراهيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نجواى أنت // بقلم الشاعر رحب كومى

رثاء شاعر الوطن // بقلم أ. سامية البابا

بعض أسماء وصفات النساء عند العرب // بقلم محمد جعيجع