ذكريات من دفتري الممزق // بقلم الكاتب و الشاعر سلمان ابراهيم

 .........ذكريات من دفتري الممزق.........


جلس ولدي الجريح غيهب يروي لنا أنا ووالدته قصة نجاته من موت محتم في احدى المعارك مع شذاذ الاَفاق وأصحاب الفكر الظلامي..

حيث وبعد أن تهدم موقعنا اثر الضربات الصاروخية والاستبسال والدفاع وحين أصبح عدد عناصر العدو تفوق أضعاف مضاعفة عن عددنا القليل ...قررنا الانسحاب باتجاه موقع اخر لنا لنلتحم مع رفاقنا ونشكل قوة تتكافئ فيها القوى....لحقنا الارهابيين لنعاود الاشتباك معهم بين فترة واخرى وأصيب أحد رفاقنا وكاد الجميع أن يتركوه لأن زخات الرصاص تنزل علينا كوابل من المطر وفي هذه اللحظة على كل واحد عليه أن ينجو بنفسه......لكنني رفضت أن اتركه وحملته بين أكتافي وتثاقلت خطواتي لثقل وزنه وكاد الاعداء أن يلحقوا بنا الا ان رفاقي اصبحوا يناوروهم لأبتعد أنا برفيقي ثم يلحقوا بنا وهكذا حتى وصلنا الى الموقع المطلوب والمسافة تقدر بعشرة كيلو مترات...

وبعد أن انتهى من قصته نظرت اليه وأثنيت عليه بقولي حياك الله يابطل حياك الله ياولدي لأنك أنقذت حياة رفيقك وكم كان سيؤنبك ضميرك لو تركته يأخذه الأعداء أو يموت بالطريق وتأكله الوحوش....

لكنه فاجأني بأنه لم يرضَ أن أقول عنه بطل ...!!!وقال أنا بطل.... وماذا فعلت أنقذت رفيقي وهذا أقل واجب أقوم به.....البطل ياأبي رفيقنا الاَخر الذي قال لنا حين وصلنا الى حقل الألغام توقفوا لاندخل جميعا لأننا سنموت ...سأدخل أنا لوحدي فان وصلت بالسلامة الى الجانب الاخر فامشوا حيث مشيت وان استشهدت ....من نجا ووصل منكم فليبلغ سلامي الى أهلي...ودخل وقطع وقطعنا جميعا بسلام ....هذا هو البطل يا أبي هل عرفت لماذا ....هل انتبهت ماذا قال ؟؟؟قال سأقطع أنا...ولم يقل ليقطع احدنا فلو قالها كنا وقعنا في جدل وكل يقول للاخر لماذا انا ..؟؟ ولم تقطع انت... وهكذا 

تمعنت بالكلام وقلت له :والله سننتصر ولا بد أن ننتصر طالما عندنا أبطال أمثالكم يا بني....

#الكاتب و الشاعر سلمان ابراهيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نجواى أنت // بقلم الشاعر رحب كومى

رثاء شاعر الوطن // بقلم أ. سامية البابا

بعض أسماء وصفات النساء عند العرب // بقلم محمد جعيجع