أسد // بقلم ابوشيماء كركوك.
أسد......
ابوشيماء كركوك.
دخان الظلمة ملأ المكان،
كأنه أصبح السيد على الدنيا ،ربما وضع القمر في سجن بعيد، والشمس ألقاها في جب سحيق،
أتلمس المكان لا طير ولا شجر ، والحيرة احتوتني وبت أختلق القصص ،
ربما أنا في القبر، ولكن لم أر أهلي
يحملوني وينادون بكلمات التوحيد ،
أسمع امرأة كلماتها تعشقني وتنتظرني بشوق كبير وضحكاتها تؤنسني وتحيي الأمل في رؤية النور والخروج من
أوحال الظلام الذي لاتعرف نهايته
ولاتعرف قدماي السير خوفا من الوقوع،
وجاءت سكرة المفاجأة التي كنت
أتوسل بقدومها ،ساعة الخلاص من السجن المظلم
الى الفضاء الرحب ،ضياء وافر وأناس ينتظرون ،وهلاهل ملأت كل أنفاسي،
كانت تأملاتي هاوية ،سقطت من برج عالي ،كأنني كنت أرسم على رمال قلعتها رياح مسافرة
بكاء الفرحة أم بكاء التوق الرجوع الى الظلمة ،وحزن سيكون صديق الرحلة الطويلة
التي انشق طريقها،
ولكن أول سطورها ضحك ولعب وتبشر بخير،
أقدام السنين لاتسبقها الطائرات ،
مخيفة. في كل تفاصيلها وثناياها
ومحطاتها أغلبها حزينة
في أول كؤوس المرارة عند لعبي مع الأطفال ينادوني باسمي ويضحكون
كل اسمائهم جميلة محمد و احمد علي وكرار وأنس ،الا اسمي الذي
أصبح لي سجنا في البيت وهجر اللعب مع الأطفال،
أماه كم أعشق النظر الى نظرات عيونك الحنينة ويدك التي تنبض بالكرم والمزاح
ولكن ( كليب) اسم توجعني حروفه ،حتى كرهت الكلاب البائسة التي تأتيها الحجارة من كل صوب وتفتش عن كسرة عظم تقنع بها بطنها الخاوية
يا كلاب حالي مثل حالكم أصبحت منبذوا يضحك علي الداني والقاصي ،تعالوا نتصاحب ونذهب بعيدا الى أناس يعرفون الوفاء الذي يفوح عطره من أصواتكم،
أماه فرحتي بانشقاق اللقاء ،وجعلتي حزني ثوبا ألتحف به مدى الأيام ،
كليب اسم ل هلال كنت تنتظرينه
أقنعوك بخرافة الأسم كي أعيش،
لو أنك اخترت اسماء الحيوانات أسد ،نمر ،غزال
زورقك الذي حمل أعذب ما جاد به الربيع ،وجعلتيني أرفل في أسهى الأمنيات ،
تبخرت مع قراءة المعلم ( كليب)
وانفجار التلاميذ بالضحك
يا ليتني كنت مقيما في الظلمات عند جدران كوخي ،أعزف الناي وأطرب المرأة الملاك دونما يناديني أحد،
يا ليتني مت وكنت نسيا منسيا ، وماذا يكتبون على قبري ،ربما القاريء يظنني كلبا ...
حائر وأقدامي بعيدة عن زملائي وزميلاتي في الكلية ،والحزن والخجل يفضحني ،
أجلس في آخر القاعة ،وأغص بالهواء كلما ينادي الاستاذ بالأسماء
والضحكات خجولة والنظرات اختلطت بين الاستهزاء
والعطف،
على جمر النار كان احتراق الوقت الذي أقضيه، وكم كانت أقدام الأيام جاثمة على صدري ،
بدأت أقدامي تتدحرج الى الشارع وأنا غارق في بحر أحزاني وكنت على وشك فريسة لاطارات السيارات المسرعة
لكن يدا عطوفة تأخذ بيدي تنقذني من الرحيل،
وجهها الذي يتهلهل بالابتسامات
ويقطر أملا أنساني شطرا من أحزاني وقالت:
- لابد أن تشق الحاجز الذي يحتويك وتغير تسريحة شعرك الذي يغطي عيونك
ناداه الاستاذ أسد انهض ل شرح المحاضرة فأنت أذكى طالب عرفته ،
تنطلق منه ما تجود به قريحته من الكتاب ويعرج على جمال الحيوانات ،
ثم في ثنايا المحاضرة نظرات الود والعرفان ل زميلة كشفت
عن عينيه طريق الأمل،
ابوشيماء كركوك.
تعليقات
إرسال تعليق