لعله يأتي! // بقلم نظير راجي الحاج
( لعله يأتي )
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ق. ق. ج.
تقدم عبد الفتاح متطوعًا للخدمة في أحد دور الضيافة للمسنين.
طلب من الأرشيف سجل النزلاء للعام الماضي، وأخذ يقلب صفحاته، حتى وصل إلى أن قرأ إسمها، فأغمي عليه!
إلى القصة....
باعت عقدها الذي ورثته عن أمها، وباعت أيضا خاتم زواجها
لكي يسافر بهما ولدها الوحيد عبد الفتاح إلى الدوحة للعمل هناك.
ودعت ولدها بدموع السنين، وتذكرت كيف خدمت بالبيوت بعد وفاة زوجها، وكان عمر ولدها سنة واحدة، مشوار طويل كله عذابات وآلام.
في دار العجزة، كانت في كل صلواتها وقيام الليل، تدعو لولدها بالتوفيق والنجاح، وأن تراه يومًا ما قادما ومعه اولاده.
هي إتصالات محدودة بعثها لها ببداية سفره للخارج، ثم إنقطع عنها كليا، وحتى هاتفه تغير!
كانت تسمع أطراف أخباره من المعارف، حيث علمت ان ولدها عمل عند أحد الشيوخ، حتى انه اصبح مديرا للشركة التي يعمل بها الشيخ.
مرت الأيام، وها هو يعود لوطنه وبيته وأمه، عاد مثلما سافر
صفر اليدين، بعدما إختلست يديه هذه أموال الشركة، وخان صاحبها الذي إحتضنه، ومد يد العون له.
جرده الرجل من كل ما يملك، وسامحه أن يدخله السجن رأفة
بوالدته.
طرق باب بيته، سمع أحد جيرانه هذه الطرقات، قدم له التعازي بوفاة والدته، وأعطاه مفتاح البيت الذي كان أمانة عنده.
دخل البيت، راح يشم رائحة أمه في كل أرجائه، وتوجه للصندوق الخشبي الذي كانت تضع امه ما يزيد من أموال بسيطة من عملها كخادمة في البيوت.
فتح الصندوق، لكنه لم يجد فيه أموال، لكن وجد ورقة تثبت أن المرحومة لم تكن أمه، وأنه كان لقيطًا ومجهول النسب وأن زوجها المرحوم كان قد عثر عليه داخل كيس قمامة ملقى بجانب باب المسجد.،فأخذه لبيته، وكان عمره أيام معدودات.كانت أكبر صدمة له في حياته.
أخذ يبحث ثانية في الصندوق، فوجد مسبحة وقرآن ووصية
مكتوبًا بها...
إلى من يقرأ وصيتي هذه....
اوصي عندما أموت، ان لا تهيلوا التراب علي، اريد أن أضم ولدي عبد الفتاح إلى صدري...
لعله يأتي!
~~~~
نظير راجي الحاج
تعليقات
إرسال تعليق