المصيدة قصة قصيرة // بقلم الكاتب والشاعر سلمان ابراهيم

 قصة قصيرة كتبتها الاَن بعنوان (المصيدة )

الكاتب والشاعر سلمان ابراهيم 

أعتاد أن ينام في الشوارع والحدائق العامة ذلك الرجل الستيني بعد أن هجر بيته من أمرأة خلعت ثوب الحياء والحشمة.....أمرأة متسلّطة....مبذّرة....لاشيء يرضي نهم جوعها الجسدي والمادي ....لقد نخرت رأسه وعظامه بكلامها القاسي الذي لايخلو من عبارات التأنيب والتقصير ....تعيّره بأزواج جاراتها وصديقاتها بما يغدقوا عليهن من المال والهدايا ....بفحوليتهم تعيّره....تهدده باخوتها الأشرار إن حاول زجرها او ضربها.....

حرّضت أولاده عليه صاروا لايسمعون له كلاما ولا يطيعوا له أمرا....هذا ماقصم ظهره وجعله مشردا هائما على وجهه....رأى أن يتغلب على ظروفه بتناول الخمر الى حد الثمالة ...قلّما تراه صاحيا ...استلقى على مقعد ورفع رجله في السماء فوق الأخرى وأشعل لفافته وأخذ ينفث دخانها في الفضاء سارحا بأفكاره يحلم بزوجة مطيعة جميلة ......بأنواع الطعام اللذيذ الذي ستقدمه له حين عودته....

وهو على حاله هذا اقتربت منه أمرأة بهية الحسن والجمال تبدو عليها امارات الغنى من حليها الذي تتزين به...ناولته قطعة حلوى جلست تستمع الى قصته ...بادرته بقولها هل تتزوجني وأقسمت أنها صادقة وأنها تملك بيتا ستأخذه اليه....كيف لا وقد صدقها ووجد بيتا يأوي اليه وحورية ستعوضه عما ذاق من مرارة عيش.....

هيا....قم معي لنذهب الى البيت...ركب بجوارها في السيارة ودخلت في الأزقة ...توقفت ونزلا ليصعدا الى شقة بابها من المدخل الخلفي للمبنى....طلبت منه أن يدخل الحمّام ويغتسل بعد أن أعطته ثيابا جديدة ...بعد أن خرج وجلس ناولته كأس العصير وكانت قد أضافت عليه مخدرا....اشرب هذا حبيبي انه سينعشك أكثر....ياالله كم هي كلمة جميلة ...حبيبي هذه أبنة الأصل والشرف....وماهي الا دقائق حتى فقد الوعي ودخل في سبات ونوم عميق .....دخل الطبيب ومساعده وقاما باستئصال كليته وأعادا خياطة الجرح وذهبا ....جلست المرأة بجانبه تنتظر استيقاظه لتقول له لقد جاءتك عوارض الزائدة الدودية وأغمي عليك مما أستدعاني أن أحضر الأطباء الى هنا ليجروا لك عمل جراحي....شكرها على اهتمامها الزائد وبدا يحسد نفسه بهذه المرأة وأخذته بسيارتها الى الحديقة والمقعد الذي أخذته عنه وأعطته لترا من الخمر وقالت اشرب حبيبي لأذهب أنا وأحضر لك ما لذ وطاب ... وذهبت ولم تعد......ليجدوه ميتا في الصباح...