مسألة الإنتباه // بقلم يحيى محمد سمونة
لغة راقية [ 43 ]
في مسألة الانتباه < ٢ >
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
في منشوري السابق توقفت معكم عند سؤال مهم للغاية، مفاده: هل يكون المرء على غفلة من أمره فيما يسطر به علاقاته ثم ينتبه بعد فوات الأوان ؟ أم هل يكون في حالة انتباه ثم لا يلبث تتغشاه غفلة يسقط على إثرها و تبور تجارته؟
□□□
كان الشطر الأول من جوابي، مفاده: أن المولود يولد ولا يعي في الوجود شيئا، ثم لا يلبث من طريق الأمثلة الفطرية و المكتسبة أن تنمو مداركه و يبدأ يفصل بين عالمي: [ الغيب - الشهادة ]
فهذا الفصل بين عالمي الغيب و الشهادة يعد المحور الرئيس في تكوين وعي الإنسان، فعالم الغيب هو عالم الحركة المأمورة بأمر الله، و عالم الشهادة هو عالم الأشياء التي تلازمها حركة مأمورة بأمر الله.
□□□
و لعل مسألة الفصل بين عالمي الغيب و الشهادة هي من المسائل ذات الأهمية على صعيد إنشاء العلاقات
فالمرء عندما يعي أن عالم الغيب هو عالم الأمر التكويني، و أن هذا العالم جعل رزق الإنسان و أجله و عمله و سعادته أو شقائه منوطا بيد الله تعالى و أنه ما من ظلم البتة في عالم الغيب،
عندما يعي الإنسان هذا، و يسطر علاقاته على أساس من ذلك، يكون عندها المرء في حالة انتباه تامة تامة تامة و ما عدا ذلك فهو في حالة غفلة تامة تامة تامة
□□□
- وكتب: يحيى محمد سمونة -
تعليقات
إرسال تعليق