أُمِّي يا سر وجودي // بقلم جمانه مراد
أُمِّي يَا سِرّ وُجُودِيٌّ .
وَهَلْ مِنْ بَعْدِك عِيد
ياإشراقة الصَّبَّاح
يابسمة لاتغيب أَبَدًا
يالمة الْفَرَح . . . يَا فَرَحُه
الْعِيد .
أُمِّي تشتاقك الدِّيَار
وتبكيك وُرُودِهَا . .
مَكَانَك الَّذِي كُنْت فِيهِ
تجلسين أَرَى الْحُزْن يَعْلُوه
وَتِلْك الْغَرْفَةِ الَّتِي تَحْتَوِي
أشياءك . كَم تَشْتَاق جُدْرَانِهَا
إلَيْك .
وَكُنْت بِهَا تشعين بِنُورِ وَجْهِكَ
حِين تَطَلْيَن
وفرشاة شَعْرِك . . ومكحلتك
ومرآتك… كُلُّهَا اِحْتَفَظَ بِهَا
كُلَّ قِطْعَةٍ مِنْهَا تَرْمَز إلَيْك
ياأمي…
أُكَلِّمُهَا . . أناجيها . . لِأَنَّهَا تَحْمِل
سِحْرٌ لَمْسُه يَدَيْك . .
كُنْت ثتمثلي كُلُّ النِّسَاءِ
أَنْت الْجَمِيلَة المدللة . .
أَنْت الْمُرَبِّيَة الْفَاضِلَة
أَنْت المساندة بِالْحَيَاة
مَهْمَا كَانَتْ شقاوتها
رَائِحَة طَعَامِك لَا تُقَارِنَ
و لاتفارقني .
وصوتك حِين كُنْت تدندنين
كَم كُنْتُ أَنَا سَعِيدَة عِنْد سَمَاعُك
ويغمرني الْحُنَيْن . .
أُمِّي تشتاقك المرايا . . وَالْعِطْر
تشتاقك زَوَايَا الْبَيْت . .
ونوافذه . . الَّتِي كُنْتَ تتفنني بِالْخِيَاطَة
لإكسائها . . وتفرحين
أُمِّي لَن أَنْسَاكٌ حَتَّى تتعانق
الْأَرْوَاح وَلَن تبتعدي عَنِّي أَبَدًا
رَغِم إنِّي كَبِرَت ياأمي وَأَصْبَحَت جَدِّه
وَلَكِن لاأزال أَشْعَر بطفولتي ودلالي بقربك… إلَّا تعودين ؟
أُمِّي لاعيد يَمُرّ دُون ذكراك… يَأْكُل الْحُنَيْن . .
أصحو قَبِلَ الْجَمِيعَ أرثيك… وأبكيك
كَي لاأرى الْحُزْن بِعُيون أَوْلَادِي . .
السِّتّ هَكَذَا كُنْت تَفْعَلِين . .
أُمِّي أَنَا الْآنَ أكملك بِكُلِّ شَيْءٍ . .
لاأستطيع الْخُرُوج مِنْك وَكَيْف
وَأَنَا قَطَعَه مِنْك . .
ياأيقونة حياتي…
وَمَرَّات ذاتي…
رَحِمَك اللَّهُ ياأمي وَغَفَرَ لَك وأسعدك بِجَنَّتِه .
يَا أُمِّي :
جمانه مراد
꧁ما أَطْيَب ثراكي꧂
تعليقات
إرسال تعليق