بات القوي مخرباً // بقلم حسين جبارة

 باتَ القويُّ مُخرّبًا

----------------

العصرُ يرعى في الروابي غابةً

فيها الهزبرُ غدا قضاءً أوحدا

لا أمن في جنباتِها وشعابها

والوحشُ يَحمي مرتعًا قد أوصدا

سُننُ الإلهِ أتتْ تصونُ عوالمًا

والروحَ تُنعشُ كي تُغيثَ مَنِ اهتدى

سُننُ الحضارةِ غيّبتْ نهجَ التُّقى

والنفسَ أدمتْ بعدما بترتْ يدا

باتَ القويُّ مُخرّبًا بدهائه

بعثَ الرذيلةَ، والفضيلةَ أفسدا

أحيا التّعصّبَ والضغينةَ ماكرًا

قذفَ القنابلَ والسكينةَ أرعدا

يدُهُ الطويلةُ بُنْدُقيّةُ ماهرٍ

بالسلمِ خاطبَ بالسنانِ تَوَعّدا

باللطفِ يحكي راهبًا أو كاهنًا

بالكفِّ يلطمُ مَن يعارضُ في المدى

قِيَمًا يدوسُ مُدَنّسًا بنعالهِ

يَصلي النهارَ يحولُ يومًا أسودا

يحكي بمنطقِ واعظٍ ويمامةٍ

ببراثنِ التقتيلِ يُردي المُقعدا

يغتالُ فجْرًا في صباحٍ مُشرقٍ

كم يحرمُ البستانَ من قطْرِ النّدى

فلهُ السيادةُ والخنوعُ لغيرِهِ

ولهُ المُكيّفُ والحِمامُ لأحمدا

للغيرِ خيمةُ لاجئٍ متقشّفٍ

ولهُ الصروحُ كسا بساطًا عسجدا

الشرقُ أهدى للرحابِ نبوءةً

والغربُ أرغى بالهلاكِ وأزبدا

هو قادرٌ ومٌسيطرٌ ومُقتّلٌ

في الجبِّ يُلقي ظامئًا ومُشَرّدا

يستعبدُ الإنسانَ يغسلُ مبدأً

بالخبزِ يقصفُ منْ يجوعُ ومعبدا

حسين جبارة آذار 2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نجواى أنت // بقلم الشاعر رحب كومى

رثاء شاعر الوطن // بقلم أ. سامية البابا

بعض أسماء وصفات النساء عند العرب // بقلم محمد جعيجع