بدون عنوان // بقلم الحبيب توحيد

 لا يمكن تجاهل المشاعر و الذكريات كلما جلست على حافة البحر ، فهو يوم مثالي يبقى في الذاكرة للحظة   وجيزة ثم دون سابق إنذار ينزلق في ذاكرتي برفق. عندما يبدو  كل شيئ على ما يرام ، أحس و كأنني قادر على على التوقف لأنه شعور مكتمل . يبدو لون الماء شاحباً  و شفافاً ، يضرب ضوء الشمس الرمل المرجاني فيعكس بياضه عبر الماء و يضيئه من الأسفل، لون انعكاس جزئي للسماء و لقاع البحر الرملي . تتألق الشمس على السطح المتحرك للماء و الأمواج تتكسر  ، يصبح اللون أغمق ، ثم يتحول البحر إلى اللون الازرق الأكثر عمقا .

أسبح في هذا اللون ، إنه ببساطة عالم أزرق ، إنه أزرق فقط . لون يجعلني أشعر بأنني على قيد الحياة إنها رحابة لا نهائية تذكرني بأن أكون حرا في نهاية المطاف حيث لا توجد

حدود . الأزرق هو الفراغ هو السماء و هو أيضا البحر .

اللون الأزرق هو تذكير بهذا الشعور لكنه مجرد أحد الألوان على لوحتي . هناك الكثير و مع ذلك فاللون الأزرق لا مثيل له . الأزرق هو النافذة الخارجية يستحضر مساحة عميقة و يدعو اللانهائي للدخول إلى لوحاتي ، الأزرق هو ترياق مضاد للكثافة و تقاطع الألوان .

الأصفر فاضح و شاب و لا يهتم بما يعتقده الآخرون . البرتقالي غامق يعيدني إلى الأرض إنه شعور حكيم ، الأخضر مغامر  يبتعد عن الواقع و يعيشه وشروطه الخاصة و لا يستمع لأحد . كل شيئ مكرر و لكن بهدوء .

ألوان تلغي بعضها البعض و لا يميلون إلى أن يكونوا معا و لكن أحيانا ينتسبون بسلاسة عندما يبدو كل شيئ على ما يرام . يجب أن أعود عدة مرآة لأرى هذا السحر في ذهني و إلا ستكون حواسي مثقلة .

الحب و البحر ، لا أستطيع التفكير ا في الأمر لكنني أدرك أنه في الايام الناعمة أشعر بأكبر قدر من التأمل و الرضا ، إنه طيف واسع و هذه الألوان يسمح لي المحايدة و التنفس ، و سماع دقات قلبي و تثمين اللحظة و الإستمتاع بها نعم أشعر بالحياة حقا .

العزلة مهدئة حقا ، و بيئة بيضاء على أمواج البحر و طيور في زخارفها  الرمادية . و الأبيض و الرمال المتناقضة مع أبيض زبد البحر و أصداف . أرى الجمال و هو يرفع و يكشف عن جزء من قمم الجبال و ريح منحوتة . أحب التفاصيل الدقيقة و التحولات أحادية اللون . خيالي هو أداة لفتح تجاربي التي تم نسيانها ذات مرة . أرى آثارا جسدية في الطبيعة و آثارا نفسية على الذاكرة و الهوية ، عابر مصور بآثار و طبقات و ذكريات . لا تستطيع عيني إلتقاط كل الصور الرائعة مرة واحدة .

 يا لها من متعة   !!!!!!..................... .....................

الحبيب توحيد.

بدون عنوان 80×60*